من أسئلة وإجابات حول الكتابة للطفل:
تقنية الاسترجاع، هل هي من الأمور المقبولة في قصص الأطفال؟!
بقلم: أ. ماريّا دعدوش وفريق إدراك
 |
| من أسئلة وإجابات حول الكتابة للطفل - تقنية الاسترجاع، هل هي من الأمور المقبولة في قصص الأطفال؟! - بقلم: أ. ماريّا دعدوش وفريق إدراك- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
من الأمور التي قد نشاهدها في السرد في قصص الكبار هي: الفلاش باك أو الخطف خلفًا أو تقنية الاسترجاع، لكن هل هذا الأمر مقبول في قصص الأطفال؟!
دعونا في البداية نقدّم شرحًا صغيرًا لتقنية الاسترجاع:
الحبكة في القصص تتكون من تتالي أحداث، كل حدث تالي هو نتيجة لحدث سابق، يمكن تشبيهها بأحجار الدومينو المصطفّة على قوس، والتي بمجرد أن تسقط أول حجرة سيؤدي ذلك إلى تتالي سقوط الأحجار صعودًا نحو حدث القمة أو العقدة ثم هبوطًا نحو نهاية القصة، لكن ماذا إذا لم تسقط أول حجرة من البداية، بل سقطت من العقدة نحو البداية، ثم باقي الأحجار، أو ربما من النهاية إلى العقدة ثم البداية، أو سقطت من أي نقطة على طول القوس... أي أن الحبكة لم تعد تسير بشكل مستمّر مع الزمن، تعود تارة للوراء وتتقدم تارة للأمام، هذا يدعى بتقنية الاسترجاع، ويستخدمها بعض الكتاب لزيادة التشويق غالبًا، أو لتضيف أبعادًا جديدة في تاريخ الشخصية المتخيّلة...
سنوضّح الأمر في قصص للأطفال، ونذكر قصة صغيرة مرة مع استرجاع ومرة بدونه:
كان هنالك ولد اسمه عامر، راح لعند البقّال كي يشتري المثلجات، وبّخه البقال لحظة رآه، سأخبركم لماذا؟ في اليوم الماضي جاء عامر عند البقال واشترى مثلجات أيضًا ودفع ثمنها بقطعة نقدية تبيّن أنها مزيّفة، أمسك البقّال بعامر حينها وقال له: سوف أسلّمك للشرطة، أو تحضر لي قطعة نقدية أخرى غير مزيفة، الآن سأخبركم من أين حصل عامر على القطعة النقدية المزيفة، كان راكبًا درّاجته أول الأسبوع الماضي، فجاءه رجل يضع نظارات سوداء وقال له: "خذ هذه الورود مني وأعطها لتلك الفتاة الجالسة على كرسي الحديقة ولقاء ذلك أعطيك تلك القطعة النقدية" وافق عامر فورا وتقاضى أجره، خشي عامر أن يلقي الشرطي القبض عليه فأخرج من جيبه قطعة نقدية أخرى ودفعها للبائع، ووعد نفسه ألا يقدم خدمات لشخص يرتدي نظارات سوداء مرة ثانية...
 |
| من أسئلة وإجابات حول الكتابة للطفل - تقنية الاسترجاع، هل هي من الأمور المقبولة في قصص الأطفال؟! - بقلم: أ. ماريّا دعدوش وفريق إدراك- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
هذه القصة نفسها ممكن أن تكون بالشكل التالي:
بينما كان عامر يمشي سعيدًا في الحديقة لا ينوي أن يتدخل بشؤون أحد، إذا برجل يرتدي نظارات سوداء يقترب منه، قال له الرجل: "هل تعطي هذه الورود لتلك الفتاة الجالسة هناك؟ سأعطيك لقاء ذلك قطعة نقدية"، فرح عامر ولم يتردد، أسرع نحو الفتاة وناولها الورود مع ابتسامة مجانية، وابتعد سريعًا قبل أن تسأله من أين، قبض القطعة النقدية من الرجل الذي كان واقفًا جانبًا، وأسرع فرِحًا إلى بيته، في اليوم التالي شعر عامر بالحر وقال: "لن أجد ألذ من المثلجات كي تطفئ عطشي"، وأسرع عند البقالية المجاورة، واشترى منها كوب مثلجات بالمانغو المفضلة لديه، كان هذا الكوب لذيذًا لدرجة أنه تمنّى لو يصادف الرجل ثانية ليحصل منه على قطعة نقدية أخرى، لكن لم يجد أحدًا في الحديقة، قرر أن يعود إلى البيت وعرض على جاره العجوز أن يرمي له كيس القمامة مرتين في الأسبوع لقاء قطعة نقدية، فرحب جاره بالفكرة وكم كانت فرحته عندما ناوله الجار قطعة نقدية أسرع عامر نحو البقالية لكن للأسف فرحته لم تتم، أمسكه الرجل صاحب البقالية من ياقته وقال: "أيها الولد المخادع، القطعة التي دفعتها لي بالأمس كانت مزيفة، هيا إلى الشرطة فورًا، خشي عامر أن يمضي باقي أعياد ميلاده في السجن فقرّر أن يتخلّى عن القطعة النقدية التي في جيبه، وناولها لصاحب البقالية بدلًا من قطعة الأمس، وغادر بسرعة، المرة القادمة التي سيذهب فيها للحديقة لو اقترب منه شخص يرتدي نظارة سوداء، سيفر بعيدًا عنه. | |
|
أي القصتين برأيكم أجمل؟
المثال الثاني أوضح وأسهل للفهم وينساب بسلاسة، أليس كذلك؟!
عادة قصص الأطفال تتقدم حبكتها نحو الأمام على خط الزمن. قصص الأطفال التي تترفرف بين الماضي والحاضر تربك القارئ، هيا معًا نكتب قصصًا بخط زمني يتجه باتجاه واحد نحو الأمام.
---------------------------------------------
