من المراجعات والمقالات النقدية - الطرفة والمرح حوامل لمقولات ورسائل كتاب الطفل - قصة: (الضحكة الهاربة) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير

القائمة الرئيسية

الصفحات

من المراجعات والمقالات النقدية - الطرفة والمرح حوامل لمقولات ورسائل كتاب الطفل - قصة: (الضحكة الهاربة) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير

 من المراجعات والمقالات النقدية:

الطرفة والمرح حوامل لمقولات ورسائل كتاب الطفل

قصة "الضحكة الهاربة" نموذجا

قراءة: حيدر هوري صفحة طباشير

قراءة في قصة: الضحكة الهاربة - للكاتب: أمل ناصر - رسوم: علي الزيني - الصادرة عن (دار البنان) نموذجًا

من المراجعات والمقالات النقدية - الطرفة والمرح حوامل لمقولات ورسائل كتاب الطفل - قصة: (الضحكة الهاربة) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من المراجعات والمقالات النقدية - الطرفة والمرح حوامل لمقولات ورسائل كتاب الطفل - قصة: (الضحكة الهاربة) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

كلنا يعرف أن الطفل يمتلك طاقة كبيرة من النشاط، وحيوية عالية، لذلك من الطبيعي أن لا يتم التعامل معه بشكل رتيب وجامد، ولا يجوز أيضا عرقلة تلك الحالة الحيوية عن طريق المنع أو تقييد حريته في ممارسات بعض النشاطات بشكل مفرط ، فالنشاط بشكل ما ووفق بعض الدراسات دليل على سلامة حالة الطفل البدنية والعقلية؛ لهذا لابد أن تتناسب طرق التعامل مع الأطفال مع ما يتميزون به من خيال خصب، وتطلعهم وشغفهم بالاكتشاف والتجربة.
وبما أن الكتاب جزء من أدوات التعامل مع الأطفال، ووسيلة من الوسائل التي تساهم في تنمية مدركاته، ووعيه للمحيط الاجتماعي وللحياة في مجالاتها الكثيرة. فإن ذلك يتطلب ضرورة الابتعاد عن قولبة كتب الأطفال بأساليب أو أفكار معينة؛ لأن الطفل في مثل هذه المراحل العمرية بحاجة إلى كل ما يتماشى مع خياله الواسع، وروحه الحالمة. بالرغم من أهمية الموضوعات التوجيهية والسلوكية.

استثمار أحد العناصر الجوهرية في التعامل والتأثير على الطفل

في قصة الضحكة الهاربة، الصادرة عن دار البنان بتوقيع الكاتبة اللبنانية (أمل ناصر) ورسومات الفنان (علي الزيني)، نرى استثمار الكاتبة "ناصر" لإحدى العناصر الجوهرية في التعامل والتأثير على الطفل، ألا وهو "الطرفة والمرح"، ولقد نجحت إلى حد ما في استخدامها لهذا العنصر في قصتها، فمن خلاله قامت بإرساء مقولات جميلة في فكر الطفل القارئ، بأسلوب فكاهي جميل، ترسم البسمة على وجهه، وتحضّه على اللحاق بهذه الضحكة الهاربة، ليعرف ما مصدرها، وإلى أين ستذهب، وماذا ستفعل؟!
اختيار فعل الهروب كان موفقا أيضا لموازنة الانتقال بالأحداث من مشهد إلى آخر؛ لأن فعل الهروب يتطلب فعلا موازيا وهو اللحاق، وكلاهما يمثلان نشاطا بدنيا يتناسب مع عادات الأطفال التي تميل نحو الحركة الدائمة، ويساعد على فتح منافذ مناسبة أمام الطفل للبحث والاكتشاف، والمغامرة.
تتوالى أحداث القصة بحيوية جميلة، وبمشاهدة مضحكة ومرحة، يتماهى بسببها الطفل بخيالاته في عوالم النص، وعوالم قد يختلقها، ويصبح بذلك، وكأنه بطل من أبطالها الراغبين في معرفة نهاية الحكاية، ومصدر الضحكة الهاربة.

مقولات جميلة، وأفكارا ملهمة ومحفزة على الاندماج في الحياة

تتضمن القصة مقولات جميلة، وأفكارا ملهمة ومحفزة على الاندماج في الحياة، وفي طقوسها اليومية، ومغامراتها، وتبدأ تلك المقولات منذ الصفحة الأولى، حيث تسردها الكاتبة بشكل رمزي شفيف، مبتعدة عن الطرح المباشر، ومن تلك المقولات:

1- السعادة موجودة في كل مكان بين الفقراء والأغنياء، وفي الأحياء الفقيرة والغنية.
"لم ينتبه أحد من أين هربت (الضحكة)! كَرَجَتْ بين بيوت الحي المبنية من ألواح التّنك..." ص2
2- هناك مواقف كثيرة، وإن كانت بسيطة يمكن أن تقلب الحزن إلى سعادة:
"في تلك الأثناء، كان طفل عابس لم تشتر له أمه اللعبة التي يريدها، يلبس معطفا أحمر ويمرّ في الزّقاق، فتعثر بالضحكة الهاربة، ووقع وقام! ولم يكفّ عن الضحك!" ص4-5
3- الضحك والسعادة مصدرهما الأطفال، وقد نضحك ونحن غارقون في العمل:
"ومن غير قصد، هربت ضحكات متتالية من الطفل ذي المعطف الأحمر، فاصطدمت بخياط كان منهمكا بخياطة ثوب لحاكم المدينة... فقد أحس برغبة كبيرة في الضحك!" ص7
4- السعادة والضحك يساعدان على تجاوز اللحظات المؤلمة:
"طارت الإبرة من يد الخياط، وانغرزت في رقبة حصان يجر عربة محمّلة بكثير من الخضر والفواكه... لكن قهقهات ضحكة الخياط كانت عالية عالية؛ طارت طارت، ثم وقعت على رقبة الحصان، فنسي الحصان الوجع، وراح يصهل ضاحكا." ص9
5- أحيانا الإفراط في السعادة والمرح قد تخلق لنا بعض المشاكل:
"وفي تلك اللحظة كان كلب مارا، فداس على تفّاحات كرجت من العربة، وتزحلق، وتزحلقت معه الضحكات!... فأطبقت أنيابه على دجاجة المزارع الذي أتى إلى السوق كي يبيع دجاجته..." ص11

وسواها من المقولات الموزعة بين مقطع وآخر.

يمكن أن أقسم القصة إلى قسمين:

القسم الأول،:

وهو الذي وفقت فيه الكاتبة كثيراً، وطرحت فيه رحلة الضحكة الهاربة بين شخصيات القصة، الفتاة والطفل صاحب المعطف الحمار، والخياط، والحصان...

القسم الثاني:

المحاكمة والقاضي الذي أراد أن يعيد الحق إلى المزارع صاحب الحق، وهنا، اتكأت الكاتبة على تقنية إحدى الحكايات التراثية التي تتحدث عن شخص ذهب إلى الخباز من أجل الخبز، والخباز طلب الطحين، وصاحب الطاحونة طلب القمح، والمزارع طلب المطر، وحكايات أخرى تدخل في مثل هذا النمط التراتبي من الأحداث، وأيضا حدث شيء من الخلل – من وجهة نظري الخاصة- في السياق الموضوعي للنص بالرغم من خيالية الحكاية، ويتجلى ذلك في محاكمة القاضي للكلب، والتفاحات والحصان وإبرة الخياط، إلى جانب باقي الشخصيات العاقلة..

من الملاحظات التي أود الوقوف عندها

من الملاحظات التي أود الوقوف عندها، عدم نجاح الرسام بالرغم من رسوماته الجميلة من خلق المشهد البصري المتناسب مع المتن الكتابي للقصة، ومن الأمثلة على ذلك:
1- تتحدث الكاتبة عن بيوت من ألواح التنك لكننا لا نجد ذلك في الرسومات، بل نجد السقف القرميدي.
2- اللباس: لباس الفتاة والطفل صاحب المعطف الأحمر غير متناسبة مع البيئة الزمانية التي اختارها الرسام لباقي الشخصيات مثل المزارع والخياط والقاضي والحراس.
3- دجاجة المزارع: تقول الكاتبة بأن الكلب أطبق بأنيابه على دجاجة المزارع، وأيضا ينادي المزارع بأن الكلب قد قضى على دجاجته، ومع ذلك نجد الدجاجة حاضرة حتى نهاية القصة.

أخيرا

أرى أن مثل هذه القصة سوف تكون قادرة على بث مشاعر البهجة والمتعة في نفس الطفل القارئ، ولن تدفعه نحو الشعور بالملل أثناء قراءتها، بالرغم من إكثار الكاتبة لأسلوب الوصف في القصة، إذ كان يمكن تجاوز الكثير من تلك التفاصيل غير الخادمة لمسارات الأحداث.

ملاحظة:

لم أتطرق في هذه المرة أيضا للجوانب الشكلية في القصة، ولا إلى اللغة المستخدمة، لأنني تحدثت عن ذلك كثيرا في قراءات سابقة.
---------------------------------------------

هذه القراءة هي واحدة من عدد من الدراسات والقراءات النقدية التي تقدمها: صفحة طباشير عبر الفيسبوك.

---------------------------------------------

للمزيد من قصص وأعمال الكاتب: حيدر هوري، وللمزيد من المراجعات والمقالات النقدية يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: صفحة طباشير ومراجعات قصص الأطفال ومقالات نقدية لقصص الأطفال.

---------------------------------------------

لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.

---------------------------------------------

تم النشر بموافقة من كاتب القراءة النقديةأ. حيدر هوري.

-------------------------------------

نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.


نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.