من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد

القائمة الرئيسية

الصفحات

من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد

من مقالات أدب الطفل:

الكتابة الدينية للأطفال

للكاتب: أحمد بنسعيد


من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

تقديم:

أنطلق من قوله تعالى:
 (إن الدّين عند الله الإسلام) (آل عمران-19)
 "وَهُوَ اتِّبَاعُ الرُّسُلِ فِيمَا بَعَثَهُمُ اللَّهُ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ، حَتَّى خُتِمُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" (من تفسير ابن كثير) 
وأنتقل للب الموضوع.

أنواع الكتابة الدينية للأطفال:

يمكنني حصر الكتابة الدينية للأطفال في نوعين كبيرين:

نقل ما هو موجود من تلك الكنوز وذلك الثراء من القصص الموجود بالفعل من: (قصص القرآن، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسير الصحابة والتابعين رضي الله عنهم...) بأسلوب ولغة تناسب مستوى المراحل الطفولية. وأرى –والله أعلم- أن في هذه النوع من الكتابات لدينا لحد الآن اكتفاء ذاتي من الإنتاج فيه، بحيث أن كل بلاد عربية تمتلك من الأقلام مَنْ أولى لها جهده ووقته، فهو يقدمها بأحلى وأنسب تعبير. وكذلك لا نفتقر لدور النشر التي تغدق على السوق، ولا داعي لسرد الأسماء والسلاسل فهي لا تعدّ...
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

شرط الكتابة في هذا النوع:

تحرّي الدّقّة الشديدة في نقل القصص من مصادرها الأصلية الصحيحة المعروفة عند العلماء. للحفاظ على الأمانة العلمية. 

وقد يؤاخذ الكاتب في هذا النوع من الكتابة بـ"التكرار" ونحو ذلك من النعوت، ولا بأس في ذلك، ولا ينبغي أن ينتبه كاتب هذا النوع لهذه المؤاخذة أو النعوت، لأن دوره بالضبط هو: تكرار الأحداث، والعمل على نقلها للأجيال تلو الأجيال، تماما كما وردت، بدون تغيير ولا تحريف. 

يكفي صحة ودقة المعلومة، ووضوح اللغة، وبساطتها، ومناسبتها لمختلف المراحل العمرية الموجهة لها... 

وفي هذا النوع من الكتابات أعتقد أن أجيال القرون السابقة من الأطفال إناثا وذكورا، ومن مختلف الأعمار -من قرننا هذا وحتى عهد النبي صلى الله وعليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم- قد نالت حظها الوافر منه، وكانت تستمتع به مكتوبا وشفويا، واستفادت منه الكثير الكثير على مختلف المستويات الفكرية والنفسية والخلُقية والتربوية... وهذا أيضا ما ينبغي أن يدفعنا للتريث قليلا قبل الحكم بأن العالم الغربي سبقنا في مجال (أدب الطفل) أو (الكتابة للطفل). فقصص الرحمة، والخير، والسلام، والعدل، والكرامة، والكرم، والأمانة، والحق، والصدق، والتسامح، والتعايش... تعجّ في قصص السير وقصص البطولة الإسلامية والفتوحات... المدونة والمكتوبة والمخطوطة في مصادرها الأصلية.
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

الكتابة الإبداعية:


 وهذا النوع من الكتابة للطفل، هو الذي سأركز عليه في هذه الدراسة السريعة. ومعناه ذلك المجهود الفكري الإبداعي الابتكاري الذي يقوم به الكاتب المبدع من: (قصة، ورواية، ومسرحية، وشعر...) ويكون موضوعه دينيا كأن: يرسّخ محبة الله سبحانه، ومحبة رسل الله عليهم الصلاة والسلام، ومحبة الملائكة عليهم السلام... ونحو ذلك، في نفوس الأطفال القرّاء... 
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

تساؤلات وخواطر كاتب كتب أطفال في مصطلح (الكتابة الدينية)

في هذا النوع من الكتابة تستوقفني مجموعة تساؤلات:

سؤال: هل كتّاب كتب الأطفال واليافعين على إحاطة وإلمام بالعقيدة الإسلامية؟


 إحاطة كاتب كتب الأطفال بالعقيدة الإسلامية الصافية من كل الشوائب، والموجودة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة من مصادرها المعتمدة عند العلماء. إذ لا يعقل من كاتب يكتب في موضوع "حرج" أن لا يكون ملمّا بالعقيدة الإسلامية الصافية الواضحة...

والحمد لله فكتب العقيدة الإسلامية منتشرة بكثرة ووفرة، لا داعي أن أطيل بسرد عناوينها في دراستي السريعة هذه. 
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

سؤال: صفة (الدينية) التي توصف بها هذه الإبداعات؟

حين نتأمل في هذه صفة (الدينية) قد يضيق بنا المجال ليقتصر على النوع الأول فقط؛ وهو (نقل ما هو موجود من قصص القرآن الكريم والسير...) باعتبار أن الكاتب يكتبها بغرض نشر المضامين الدينية من عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق في نفوس الأطفال... 

ولكننا نهتز متسائلين عن كتاباتنا الإبداعية للطفل قائلين: (أليست كتاباتنا للطفل دينية)؟

فيكون ميزان إجابتنا هو عرض ما نكتبه على (ميزان الدين) "من حلال وحرام ونحوها..." هل كتابتنا للطفل تخالف شيئا من الدين؟

ما يفرض علينا ككتّاب الإحاطة بما جاء به ديننا الحنيف، فإذا كان الجواب: لا، لا شيء في كتابتنا يخالف الدين، يكون الجواب الأكبر إذن فكتابتنا دينية أليس كذلك؟
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

وحين نبسط الأمر أكثر، يمكننا تعريف الأمر بنقيضه فنتساءل ما هو ضد (الكتابات الدينية)؟

جوابا، يمكننا ذكر (الكتابات اللادينية) وهي الكتابات التي لا تكتفي بِعَدَمِ عرض المكتوب على (ميزان الدين)، بل وتتعداه لمحاربة ورفض كل أشكال المضامين الدينية من عقيدة وعبادات ومعاملات وأخلاق في نفوس الأطفال ... وأصحاب هذا النهج في الكتابة أعتقد أنهم قلة شاذة.

سؤال في: أسماء الأبطال في الكتابة الإبداعية

حين أكتب للطفل كتابة إبداعية هل عليّ بالضرورة أن أستعمل أسماء مثل (خالد ومصعب وصهيب...) من أسماء الصحابة رضي الله عنهم لتوصف كتابتي بصفة (التدين)؟ أم أن المجال أوسع لأستعمل ما هو موجود بشكل معاصر كعطا- عزيز – مراد - كمال – ليث – لبيب – يمام - سهى - نهى - مها؟

طبعا حين نتساءل مثل هذه الأسئلة فإننا نخاطب مباشرة (ميزان الشرع) بمعنى هل استعمال أسماء معاصرة مما ذكر يعتبر (حراما)؟ أو إذا استعملناها تكون كتاباتنا قد ابتعدت عن صفة (الدينية)؟

حين نعود للميزان وهو الكتاب والسنة نجد أسماء أحبها النبي صلى الله عليه وسلم مثل: "الحارث وهمام"... وهناك أسماء غيّرها لدعوتها للعصيان (عاصية) أو للحرب...

وما لاحظته أن عددا من أصحاب دور النشر أو بعض المؤسسات يطلبون تغيير (الأسماء) التي فيها "إيحاءات دينية" -كما يقولون- مثل: (عبد الله، عبد الرحمن...) فهل من حقهم ذلك باعتبار أنّ بعضهم يتدين بأديان أخرى؟ وباعتبار أنّ العالم العربي فيه من يتدين بأديان أخرى؟ 
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

سؤال: الكتابة الدينية بين المتعة واللامتعة

هل هناك بالفعل (لامتعة) في الكتابة الدينية للأطفال؟ أو ما هي المعايير التي إذا وجدت في الكتابة يحق لنا أن ندخلها في خانة (اللامتعة)؟ سؤال جدير بالطرح.

طبعا قبل إعطاء أي جواب وإصدار أي حكم ينبغي القيام بإحصاءات واستمارات علمية دقيقة تنزل إلى صفوف الأطفال عبر وطننا العربي والإسلامي المترامي الأطراف.

أتجاوز هذا الأمر العلمي الذي يتطلب مني قدرات تتجاوز طاقتي.

وأذكّر نفسي فقط ككاتب للأطفال بهذا الضابط الهام وهو: ضرورة تحقيق (المتعة) في كتابتي الإبداعية للأطفال، حتى يحبها الطفل كما يحب قرمشة بطاطس الشيبس أو قضم قطع الحلوى اللذيذة... 

فما هي شروط تحقيق المتعة في الكتابة للطفل؟ عليّ أن أبحث عنها ... عليّ أن ألاحظ عالم الأطفال بدقة... عليّ أن أسجل ملاحظاتي حين يضحكون، حين يلعبون حين يمرحون... ما الذي يفرحهم؟ ما الذي يسعدهم؟... عليّ أن أطالع الكتابات الناجحة للأطفال، ثم أدرسها... وأستشفّ أسرار نجاح تحقيق تواصلها بعالم الأطفال.

كيف تختار أبطالك بدقة؟ وما هو الأسلوب اللغوي البسيط الذي تعتمده؟ حتى يقع (التماهي) والتمازج العاطفي بينها وبين الأطفال القرّاء... كيف تنسى نفسك ككبير وتنزل لعالم الأطفال الحقيقي؟... لتقدم لهم ورودا ملونة بمحبة الله سبحانه ومحبة رسل الله عليهم الصلاة والسلام ومحبة الجنة... ومحبة الحياة والكون والطبيعة الجميلة التي خلقها الله سبحانه، ومحبة قيم الجمال والصدق والخير والحق والتعاون والتعايش والسلام...

حين شارك النبي صلى الله عليه وسلم الصغير (أبا عمير) اهتمامه في محبة عصفوره وسأله: 
"يا أبا عمير ما فعل النغير"؟ (رواه مسلم) 
كان يعلّمنا، وحين قال: 
"حدّثوا الناس بما يعرفون" (رواه البخاري)
 كان يعلّمنا... قدرات الأطفال تختلف عن قدرات الكبار... وأساليب توصيل الفكرة للكبار تختلف عن التي للصغار...
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

نموذج أعجبني في (الكتابة الدينية) للأطفال:

أقدم لسيادتكم نموذجا لكتابة أعتبرها قمة في توصيل محبة الله للطفل:

حين كنت صغيرا لديّ حوالي تسع سنوات، قرأت حكاية في مقرر سلسلة (اقرأ) لأحمد بوكماخ وعنوانها: 

(رسالة إلى الله)

غرست هذه الحكاية في أعماق نفسي محبة الرحمن الرحيم بطريقة لا مثيل لها (لا أتذكر مَنْ كتبها، وأحيّيه)

ومضمون هذه الحكاية:

أنّ يتيما يوم العيد رأى الآباء يشترون لأبنائهم هدايا العيد، ولم يكن له هو أب يشتري له هدية العيد. فقرر أن يكتب رسالة إلى الله، ويخبره فيها بما يشعر به. وفي الرسالة كتب اليتيم ما يلي:

"يا ألله، الأطفال جميعا لهم آباء يشترون لهم هدايا العيد يفرحون بها، وأما أنا فلا أب لي يشتري لي هدية العيد. ولذلك فإنني أطلب منك يا الله أن تعطيني هدية العيد".

وحين كان ساعي البريد يوزع الرسائل على أصحابها، التفت إلى رسالة مكتوب على غلافها: (رسالة إلى الله) فاحتار إلى أين يأخذها، فقرر أن يفتحها ويقرأ ما فيها. وحين قرأها تأثر بما فيها... واشترى هدية جميلة لليتيم، ووضعها في علبة جميلة وكتب عليها: (من الله إلى اليتيم).

وفي البحث عن هذا النوع الإبداعي في التاريخ الإسلامي، لم أجد إلا كتابا واحدا، ويمكن للسادة الأساتذة والقرّاء أن يفيدونا بما يوجد من كتابات أخرى للأطفال في هذا الموضوع.

من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من مقالات أدب الطفل - الكتابة الدينية للأطفال - للكاتب: أحمد بنسعيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

كتاب (حي بن يقظان) لابن طفيل

كتاب (حي بن يقظان) لابن طفيل، ولكن في شكله البسيط الذي يحكي عن: طفل صغير جدا ربته ظبية فقدت صغيرها في جزيرة بعيدة، ونشأ هناك يقلّد أصوات الحيوانات، ولكنّه بدأ يشغّل عقله الصغير، فصنع لنفسه لباسا ستر جسمه، واتخذ لنفسه عصا ليدافع بها عن نفسه ... ارتبط الصغير بالظبية التي كانت تمثل له الأمّ والدرع الواقي والآمن ... ولكنها حين ماتت، تأمّل في الموت طويلا وفي مصير الكائنات ... وبدأ ذلك السؤال البسيط يراود عقله: من خلق هذه الكائنات؟ من خلق السماء؟ والبرق؟ والفضاء؟ من خلق الظبية؟ ومن خلقني؟... ليكتشف وجود الخالق العظيم بنفسه.

بيننا وبين ابن طفيل ما يقارب الألف سنة (ت. 1185م) وأفكار ذلك الوقت تختلف عن أفكار هذا الزمن، وأنا قصدت القصة في جانها البسيط. ولم أقصد الجانب الفلسفي والإغراق في الأفكار في الحكاية (ويذكر النقاد أن مجموعة من الحكايات الغربية للأطفال استفادت من حكاية (حي) منها: (روبنسون كروزو) و(طرزان)... ومنه صنع فيلم الرسوم المتحركة (ابن الغابة) - (ماوكلي).

وطبعا كل كتاب يؤخذ منه ويردّ عليه وكل كتاب فيه الصواب والخطأ لأنه نابع من الإنسان هذا المخلوق غير الكامل، ولكن الحكاية جميلة جدا ويمكن لكاتب كتب الأطفال أن يستفيد منها كثيرا في هذا المجال.

للمزيد من قصص وأعمال الكاتب: أحمد بنسعيد، وللمزيد من المقالات الأدبية والتربوية يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: مقالات تربية الطفل ومقالات أدب الطفل.

لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.

تم نشر المقال بطلب من كاتبهأ. أحمد بنسعيد.

نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.


نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.