من المجموعات القصصية للأطفال:
قصة: عادِل والنّظارات (2)
من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا
تأليف: أوكفيل عبد الحكيم
تدقيق: د. علياء الداية
من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: عادِل والنّظارات (2) - تأليف: أوكفيل عبد الحكيم - من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عادل طفل محبوب، أخلاقه حميدة يحبّ الناس، لكنّه يكره وضع النظّارات على الرّغم من معاناته من ضعف البصر، هذا المشكل أثّر على مردوده الدّراسي، فصار لا يفهم ما يكتبه المعلّم على السبّورة رغم جلوسه في المقعد الأوّل من صفّه، ذلك لأنه يخفي نظّاراته الطبيّة ولا يضعها.
ذات مرّة وهو في ساحة المدرسة جالس وقت الرّاحة يتناول طعامه منفرداً إذا به يسمع صوتاً يناديه:
"يا هذا، يا هذا لقد خنقتني".
ماذا ؟ ماذا يحصل ؟ من المنادي ؟
"أنت يا عادل، أخرجني من جيبك لقد اختنقت، ستكسر زجاجي من شدّة الضّغط".
يرتعب عادل ويتردّد، بعد ذلك يتشجّع ويضع يده في جيب مئزره ويخرج نظّاراته.
"أوووف الحمد لله، أخيرا تحرّرت".
من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: عادِل والنّظارات (2) - تأليف: أوكفيل عبد الحكيم - من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
يصرخ عادل صراخاً ينتبه له زملاؤه، تنطق النظارات وتحاول تهدئته:
"مهلاً مهلاً، لا تصرخ أرجوك، سأشرح لك كلّ شيء، فقط اهدأ".
يردّ عادل مرتعشاً: "كيف أهدأ ونظّاراتي تكلّمني؟ هذا مستحيل".
النظّارات: "ابتعد قليلاً عن زملائك حتّى لا يتفطّنوا لأمرنا، ثمّ أشرح لك".
فعل عادل ما طلبت منه نظّاراته والخوف يتملّكه.
النظّارات: "أعلم أنّ الأمر غريب، لكن هناك ما هو أهمّ من قدرتي على الكلام مع البشر".
عادل: "وما هو هذا الأمر الأكثر غرابة من قدرة جمادٍ على التكلّم مع البشر؟"
النظّارات: "الأغرب من ذلك هو وجود علاج لضعف البصر وصاحب العلّة لا يريده".
عادل: "ماذا تقصدين؟".
النّظارات: "أنا العلاج لكنّك ترفضني، لم تضعني منذ أن صُمّمت لك خصّيصى، لا تستطيع الرؤية بوضوح، في القسم، في الشّارع وفي المنزل، لا تستطيع تمييز الأشياء والأشخاص عن بعد، رغم ذلك لا تستعملني وأنا الحلّ لمشكلتك".
يجيبها عادل بغضب: "أعلم أنّني سأرى بوضوح بعد استعمالك، لكنّك ثقيلة على أنفي، وأحسّ بغرابة حين وضعك، كذلك سأكون محطّ سخرية من زملائي، لا أحد منهم يضع نظّارات في القسم، الكلّ سينتبه للفرق، ويدركون أنّني الوحيد الذي يعاني من ضعف البصر، لا أحتمل أن أكون كذلك، لا أريد".
من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: عادِل والنّظارات (2) - تأليف: أوكفيل عبد الحكيم - من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
النظّارات: "لكنّها الحقيقة يا عادل، بصرك ضعيف وتحتاجني، المشكل ليس فيك، فضعف البصر يصيب الصّغار والكبار، ولا داع لأن تفكّر كثيرا في الآخرين وكيف سيرونك بعد وضعك للنظّارات، سيقوى بصرك وتصير أجمل أؤكّد لك".
عادل: "تسخرين منّي".
النظّارات: "كلاّ أبداً، حتّى أستاذك يضع نظّارات تصحيحيّة، أبوك أيضاً، ابن خالك، والكثير ممن تعرفهم، وهناك الملايين من النّاس في العالم من صحّحوا بصرهم بوضع النظّارات، صحيح إنّ منهم من استعان بعدسات طبيّة، لكنّك تعاني من الحساسية وأنا أفضل علاج لك".
يصمت عادل قليلا ويفكّر.
النظّارات: "لست الأوّل ولن تكون الأخير من يستعين بالنظّارات الطبيّة لتقويم بصره، بل هناك من يضع نظّارات تزيينية فقط ليصير أجمل، صدّقني سأكون لك عوناً وفائدة وأجعلك وسيماً كن على يقين".
من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: عادِل والنّظارات (2) - تأليف: أوكفيل عبد الحكيم - من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عادل: "صحيح ما تقولين ؟"
النظّارات: "ضعني الآن وسترى".
بتردّد يضع عادل النظّارات، وبخجل يستدير ويتّجه نحو زملائه، إنّه يرى جيّداً الآن، يرى بوضوح، يتفاجأ زملاؤه حينما يرونه:
ياسين: "أتضع نظّارات؟ منذ متى يا عادل؟"
عادل: "منذ الآن".
كريم: "لما لم تقل للأستاذ أنّك تضع نظّارات؟"
من المجموعات القصصية للأطفال- قصة: عادِل والنّظارات (2) - تأليف: أوكفيل عبد الحكيم - من المجموعة القصصية للأطفال: نصحتني الأشياء يومًا - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عادل: "أقول للأستاذ؟ إن علم سيجبرني على استعمالها، حتى والديّ يظنّان أنّني أضعها في المدرسة وفي الواقع لم أكن أفعل كما تعرفون، كنت خجِلاً وخفت أن تسخروا منّي ".
ياسين: "نسخر منك؟ أتمزح؟ صرت الآن أستاذنا يا عادل".
يضحك الجميع فيرتاح عادل ويدرك أنّه كان مخطئاً في حكمه، فيُسعد لما سمعه.
يسأله كريم: "ما الذي غيّرك؟ كيف قرّرت أن تضع النظّارات الآن بعد رفضك لها؟
يبتسم عادل ويقول:
"ذلك ما يحدث حينما تكلّمك نظّاراتك".
---------------------------------------------