من ملتقيات ومؤتمرات:
دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها
من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي
بقلم: د. هند مصطفى
تدقيق لغوي: د. علياء الداية
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها - بقلم: د. هند مصطفى - من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
مقدمة:
إن ما نحمله داخلنا يلوّن عالمنا
وبجردة سريعة على الشاشات… الصحف… ندرك بأي لون يتلون عالمنا الحالي… حروب وصراعات، شغب وجشع.
أطفالنا هم شركاؤنا في هذا العالم العشوائي المتخبط.
يولد الطفل بفطرة سليمة والخالق سبحانه أرسى جنته داخلنا فيها السعادة والصحة والحدس السليم.
فكيف تبدلت فطرتنا مع الزمن وتحول داخلنا إلى شقاء وألم؟ كيف نعود مرة أخرى لما فطرنا عليه الخالق لنعيش جنته على الأرض ونصل لطبيعة داخلية مقاومة للرصاص من تسامح وراحة بال وإبداع؟
رأي علم النفس بالمشاعر:
إن المشاعر فطرية في الانسان والحيوان والنبات، ففي مرحلة الطفولة المبكرة يغلب الشعور، ولدى التعامل معه بشكل غير سليم يخلق خللاً في المراحل اللاحقة، فوتيرة المشاعر هي التي تنظم الأفكار والذاكرة، وبحسب د. ديفيد هاوكنز فإن ما يسبب الأفكار هو ضغط المشاعر المتراكمة فشعور واحد يسبب آلاف الأفكار.
فبأفكارنا ومعتقداتنا نبني أو نهدم ذاتنا ومحيطنا.
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها - بقلم: د. هند مصطفى - من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
أثر البيئة المحيطة:
يستقي الطفل خبراته من علاقته بالبيئة المحيطة، كالأسرة والمدرسة والحي والعرف الاجتماعي، والآن توسعت أكثر بفضل الثورة الرقمية وكل ذلك يلعب دوراً بشكل روتيني سواء مقصود أو غير مقصود ببرمجة الطفل، وبحكم براءة
الأطفال يتم تبني كل ذلك وقد يصبحون مبرمجين على غير هدى.
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها - بقلم: د. هند مصطفى - من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
تعامل المحيط مع المشاعر:
في أكثر الحالات يتم التعامل مع مشاعر الطفل بالقمع والكبت والتأديب، فتظهر لاحقاً على هيئة انفعال ومزاجية وإسقاط على الآخرين كما أن الحب المقموع يسبب للقلب المجروح النوبات، ولاحقا للمشاعر المكبوتة أثر جسدي
خطير.
وقد يميل الطفل ليعبر عن مشاعره المقموعة جسدياً، فنرى في المدارس أشكال التنمر والضرب والتكسير، أو يهرب الطفل من مشاعره بالإلهاء الذي هو أساس صناعة التسلية، بدءاً من التسلية بالإلكترونيات ولاحقاً أشكال مختلفة من
الإدمان.
الطفل عاجز عن فعل أي شيء تجاه مشاعره أو تغيير الأحداث للأزمات المتفاقمة من طلاق أو موت أو تشوه، فهنا قهر عاطفي شديد واكتساح للمشاعر السلبية، يا لهذه الخلطة العجيبة الغريبة بداخله، أفلا يحق للطفل تلقي
المساعدة للتعامل مع كل ذلك، وخاصة من الأدب الذي يحبه ويثق به؟
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها - بقلم: د. هند مصطفى - من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
دور أدب الطفل:
تلقي د. سوزان ستيفلمان في كتابها حضور الأبوة الضوء على قبيلة أفريقية، عندما يرتكب شخص ما خطأ يحيط به أفراد القبيلة، ويخبرونه بكل شيء جيد قام به، فالخطيئة بمثابة صرخة للاستغاثة، يأتون مع بعضهم للإحساس به ورفعه عالياً، ولتذكيره بطيبته التي انقطع عنها مؤقتاً فكل شخص يريد الحب والسلام، ولكن أحياناً يرتكب الناس الأخطاء. تخيلوا لو نطبق ذلك مع أطفالنا عندما يخطئون، نذكرهم بطبيعتهم بدلاً من توبيخهم، عندها سيعرفون أنهم محبوبون، حتى لو أضاعوا الطريق، وسرعان ما يستعيدون ثقتهم بأنفسهم.
إنها قصة شبيهة بقصص الجدات التي تربينا عليها والراسخة في ذاكرتنا، فيها احترام وفهم لمشاعر المخطئ وقد تكون نموذجا لقصة تقدم له.
فالعلوم التي تقدم للطفل إجمالاً تهتم بكل مناحي الحياة من رياضيات ولغة و… ولكنها لا تهتم بكينونته، وهنا يلعب أدب الطفل دوراً كبيراً في ذلك، فالطفل يحب القصص والأشعار والرسومات، وكم من طفل يذهب لشراء قصة من
مصروفه، فنحن نتعلم أكثر من الأستاذ الذي نحبه.
وأدب الطفل معلم محبب ويصل بسهولة ومتنوع وصوته مسموع عند الأطفال.
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: دور أدب الطفل في مساعدة الأطفال على التعامل مع مشاعرهم وفهمها - بقلم: د. هند مصطفى - من الأوراق البحثية المقدمة ضمن: المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
توصية
أن نولي بقصصنا وأشعارنا…. و…. اهتماماً كبيراً بمشاعر الطفل ومساعدته للتعامل معها وقبولها وأخذ الاستشارة من قبل مختصين لتحييد المشاعر السلبية وقبولها وإعلائها، وأن يطغى هذا الجانب من الأدب، نظراً لأهميته
الكبيرة. ولم لا تدخل تلك الآداب في المناهج الدراسية؟ فوزارات التربية لديها كوادر مختصة بالكتابة والنشر، فهناك الكثير من القصص الرائدة تدرس في المناهج ومن هنا نضمن وصولها لأكبر شريحة من الأطفال.
القديسون والعظماء جميعهم يوجهوننا إلى النظر داخل ذواتنا، فتجربتنا الحياتية قصيرة الأجل، ونحن مترابطون جداً حتى أن النفس الذي نتنفسه واحد وقد أكد لنا ذلك فيروس كورونا.
د. هند مصطفى من سوريا
طبيبة أسنان وتعمل في مجال التثقيف الصحي بمديرية صحة ريف دمشق