من ملتقيات ومؤتمرات:
حق الطفل في رسومات تليق به وبعالمه
من الأوراق البحثية المقدمة ضمن المؤتمر الأول لجماعة أدب الطفل العربي
بقلم: فاطمة ماضي
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: حق الطفل في رسومات تليق به وبعالمه - بقلم: فاطمة ماضي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
إن من أهم الوسائل الجاذبة للطفل الصور والرسومات، فالنظر من أهم الحواس الفعالة التي تترسخ عبرها الأفكار ولا تفارق ذاكرته وتترك أثرًا في نفسه وفكره، إذ أن الطفل بفطرته يلاحق بعينيه كل التفاصيل، ويتأثر بالأشكال والألوان، فالرسوم ركن أساس في تعلمه وتلقيه الرسائل وتغذية فكره وصقل شخصيته.
انطلاقا من هنا فحقّ الطفل أن يجد في القصة والمناهج التعليمية رسوما جذابة مواكبة للتطور وتقنياته، رقمية كانت هذه الرسوم أم يدوية.
ملآى بالألوان، وهنا ليس المعيار كثرتها بل تناسقها وحسن توظيفها، بحيث تكون مريحة لنظره الحساس وحسه الناقد مشبعة بالرقة والطفولة والرقي.
حق الطفل بأن نتجنب كليا الرسوم التي تظهر العنف، التشويه أو الرعب؛ إذ يمكن استبدال العناصر السلبية كالدم والجراح أو الدموع مثلاً بعناصر رقيقة تعبيرية، كالنور والزهور الحمراء والريش المتطاير، الضباب أو المطر.
ومن حق الطفل أيضًا أن يشعر بالرسم وبأنه قريب منه يشبهه -قدر الإمكان- بالحفاظ في القصص على معالم البيئة المحيطة به من معالم البناء والعمارة، الأثاث والأزياء.
فبيئتنا وتراثنا لا يفتقران أبدا للجماليات وهما زاخران بالأصالة والجمال والغنى والتفرد.
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: حق الطفل في رسومات تليق به وبعالمه - بقلم: فاطمة ماضي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وهنا لا ننفي ضرورة تعرف الطفل من ناحية أخرى على بيئات وحضارات وشعوب مختلفة.
بل وأؤكد على أهمية تطعيم الرسوم بشخصيات متنوعة ومختلفة بالشكل، العرق، ذوي احتياجات خاصة، أو مختلفي الطباع والتصرف، فحق الطفل ان يدرك تواجدهم ويتعرف عليهم.
حقه أيضا برسوم تخرج عن النمطية فلا تنقل النص وتترجمه حرفيا بل تعوّد الطفل على التفكير خارج الصندوق بتوسيع آفاق خياله الواسع أصلًا وتحفز التفكير وتنمي قدراته الفكرية وذكاءه.
حق الطفل برسومات تعبر عنه عن أحلامه وطموحاته تفتح أبواب الأمل فتكون ملاذا له في كل حين، تشحنه بالشحنات الإيجابية، ترفه عنه -وكم أقدّر الرسام الذي يبحث في القصة عن نافذة تتيح له عرض الفكرة بطريقة فكاهية يرفه فيها عن المتلقي الصغير ويدخل البهجة لقلبه- فنرفّه عنه ونمسك بيده لتجاوز المحن، وما أكثرها للأسف في أيامنا هذه فتكون الرسمة والقصة حضنا دافئا داعمًا واعيًا.
أرجو أن نعمل جاهدين لتطوير أساليبنا باختلاف مجالات اختصاصنا، وأن نكون على قدر ثقة أطفالنا فندافع عن حقوقهم هذه، ونحقق ما نصبوا إليه، وهو: تقديم ما يليق بهم وبعالمهم الجميل عالم الطفولة!!
من ملتقيات ومؤتمرات - ورقة بحثية بعنوان: حق الطفل في رسومات تليق به وبعالمه - بقلم: فاطمة ماضي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |