من المراجعات والمقالات النقدية:

الكتابُ حافزًا على القراءةِ

قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير

قراءة في قصة: مغامرات الكتاب المتجوّل - للكاتب: علي الرشيد- الصادرة عن: دار فنون التعليم - برسومات: محمود الرفاعي.

من المراجعات والمقالات النقدية - الكتابُ حافزًا على القراءةِ - قصة: (مغامرات الكتاب المتجوّل) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

على خلاف مقولة "تفسير الماء بالماء"، يحاول الكاتب (علي الرشيد) في قصته (مغامرات الكتاب المتجوّل)، الصادرة عن (دار فنون التعليم)، أن يجعل من الكتابِ وسيلةً ولاعبًا رئيسًا في تشجيع الطفلِ على القراءةِ، وعلى اقتناء الكتاب، ربّما كان ذلك من منطلقِ الإيمان بدور الحرف في الترويجِ والتأصيل لقيمة الحرف..

الغلافِ ولوحةِ الغلاف:

على غير العادة سوف أبدأ منشوري هذا بالحديثِ عن الغلافِ ولوحةِ الغلاف، فلقد نجح الرساّم ( محمود الرفاعي) في تكوين رؤية جميلة تتناسب مع محتوى القصة، وأحداثها، فحين ندقّقُ في لوحة الغلافِ سوف نجد الوجوه الباسمة للأطفال، وحالة من المرح والفضول يدفعهم إلى اللحاق بالكتاب الذي يعتليه طفل يحدّق بعيدًا، وكأنّما يريد أن يقول: (من يجعل من الكتابِ قائدًا له، فسوف يطيرُ به ليتعرّف إلى ما يجهله في هذه الحياة...).

عنوان القصة:

اختار الرشيد لقصته اسم ( مغامرات الكتاب المتجوّل)، وأجده اسمًا مناسبًا وموفّقًا كعتبة للدخول إلى عوالم قصته، فكما نعلم، فإن المغامرة والتجوّال يدلّان إلى حالة الحركة، وهذه الصفة تتناسب مع الطاقات الحيوية للأطفال، إلى جانب دور الاسم في خلق الفضولِ لدى الطفل القارئ، فالكتاب من الجمادات، فكيف له أن يقوم بالمغامرات والتجوال.
أعطى الكاتب للكتاب دور البطولةِ في أحداث قصّته، ومنحه اسم (الكتاب الأبيض)، وأراه قادرا من خلاله على جذب الطفل إلى عوالم قصته، لأن الطفل سيسعى لمعرفةِ سبب التسمية، بالرغم من عدم وجود ما يدل أو يشير إلى سبب هذه التسمية في القصة!

أهمية الكتاب في حياة الإنسان:

الجميل في النص، محاولة الكاتب إظهار مدى تعلّق الكتاب بالإنسانِ، فلا يكاد أن تنتهي مغامرة من مغامرات الكتاب حتى يسعى لأن يكون بين يدي قارئ آخر، ففي ذلك شيء من الدلالة المعاكسة إلى أهمية الكتاب في حياة الإنسان. فنجده مرة بين يدي الطفل (يامن)، ومرّة بين يدي الحكواتي الذي كان يقص للأطفالِ الحكايات الجميلة، لينتقل بعد ذلكَ ويستقرّ بين يدي جدّ يقرأه لحفيدهِ الصغير..

يشير الرشيد برمزية شفيفة إلى موضوع توارث العلوم والمعارف وتداولها بين السلف والخلف، من خلال انتقال الكتاب بعد مرض الحكواتي إلى حقيبة أحد أبنائه، وفي ذلك جمالية دلالية أحببته كثيراً.

مغامرات الكتاب، كانت شيقةٍ جدّا، وفيها من المتعة الكثير، ولم يكن الانتقال فيما بينها رتيبًا، أو فاقدًا للبهجة التي يسعى وراءها الأطفال دائمًا، فنراه مع الحكواتي، أو يخرج من البحر، أو في المهرجانات والمسارح..

الخاتمة كانت جميلة أيضًا، فلقد أشار الكاتب فيها إلى قيمة الكتاب، من خلال المسابقة السنوية التي أعلنت عنها بلدية المدينة لمطالعة الكتاب الأبيض وأيضا منحه تكريمًا آخر في المكتبة الوطنية العامة، فلقد منح وسامًا يحمل الرقم واحد في تصنيف كتب المكتبة الوطنية العامة، وهو ما جعله يشعر بالرضا والفرح.

أخيرًا..

أرى أن الكتابَ قادر على أن ينصفَ نفسهُ عندما يكون الكاتبُ قادراً على الوفاء له، ومحترفًا لاستثمار رغبة الطفلِ القارئ وفضوله في اكتشاف الجديدِ، وتعلّم ما يجهله من علوم ومعارف في هذه الحياة، وعندما يترفع الكاتب عن عرش الوعظ، فالطفل يحبُّ أن نشاركه اللعب، والضحك، وكلّ ما يحلمُ أو يرغب به.

بالعودة إلى قصة (مغامرات الكتاب المتجوّل)..

عدد من الزملاء والمتابعين لطباشير سألوني عن غياب الملاحظات والآراء التي أكتبها أثناء تقديم قراءة أو دراسة عن قصة ما، في الحقيقة، أردت من منشوري السابق (الكتاب حافزًا على القراءة)، أن أقول: باستطاعتنا أن نستثمر الكتاب في الترويج للكتاب والقراءة.

وأشرت في القراءة السابقة إلى بعض النقاط الموفقة والرسائل الجميلة للكاتب في قصته، وتوقفت عند غاية المنشور فقط.

كملاحظات يمكن أن أتذكرها حول القصة ذاتها:

1. هناك جانب تربوي توقفت عنده قليلاً، وذلك في المقطع الذي يتحدث فيه الكاتب عن التقاط الجد الصياد لحقيبة الطفل الضائعة، وعدم سعيه لمعرفة صاحب الحقيبة، إذ يمكن أن يكون في ذلك إشارة غير مقصودة إلى أحقية التصرف بالأشياء التي قد نعثر عليها.
يمكن لطفل ما أن يسأل: لماذا لم يقم الجد الصياد بالبحث عن صاحب الحقيبة، وقام بإعطاء الحقيبة بما تحتويه لحفيده؟!
2. كنت أتمنى لو جعل الكاتب من الكتاب متحدثا عن مغامراته بدلاً من الراوي الخارجي، ففي منح الكتاب مهام الحديث عن مغامراته دور في إضفاء بعض من الحيوية إلى النص.
3. لغة النص كانت متينة السبك، ولأن الناشر قد وضع على غلاف الكتاب ما يدل إلى أنه موجه إلى الأطفال في الفئة العمر 9+ أجدها مناسبة لوعي وطاقة الطفل المستهدف.

مرّة أخرى، لا يسعني إلا أن أتقدّم بالشكر للكاتب (علي الرشيد) وللناشر (دار فنون التعليم)، على هذه الإضافة الجميلة إلى مكتبة الطفل العربي..
---------------------------------------------

هذه القراءة هي واحدة من عدد من الدراسات والقراءات النقدية التي تقدمها: صفحة طباشير عبر الفيسبوك.

---------------------------------------------

للمزيد من قصص وأعمال الكاتب: حيدر هوري، وللمزيد من المراجعات والمقالات النقدية يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: صفحة طباشير ومراجعات قصص الأطفال ومقالات نقدية لقصص الأطفال.

---------------------------------------------

لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.

---------------------------------------------

تم النشر بموافقة من كاتب القراءة النقدية: أ. حيدر هوري.

-------------------------------------

مدونة كيدزوون

القائمة الرئيسية

الصفحات

من المراجعات والمقالات النقدية - الكتابُ حافزًا على القراءةِ - قصة: (مغامرات الكتاب المتجوّل) نموذجًا - قراءة: حيدر هوري - صفحة طباشير