من قصص الأطفال:
قصة: كرات اللّحم
تأليف: رحيمة سهيلي
قصة للفئة العمرية: من 3 - 13 سنة.
من قصص الأطفال - قصّة: كرات اللّحم - تأليف: رحيمة سهيلي - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
في إحدى الأمسيات، وبينما كانت العائلة تهمّ بالبدء بتناول العشاء، نظر الطفل الصّغير إدريس إلى ما في صحنه من طعام وقال مفاجأً الجميع:
"لا أريد تناول هذا العشاء!".
استغرب الجميع من كلام إدريس؛ ليس من عادته التّعليق على الطعام؛ وخاصّة أنّ طبق اليوم هو كرات اللّحم مع الخضار؛ إنّها وجبته المفضّلة!
نظر الجميع باتجاه الأم، انتظروا منها رداً غاضبا؛ لكنّها فعلت عكس ما كان متوقعاً.
قالت بهدوءٍ تعرفه الأمهات:
"ما رأيك أن تقوم بتذوّقه أولا".
قال إدريس معاندا:
"لا أريد! لن آكل شيئا حتى نهار الغد".
فأجابت الأم:
"هل تمانع إذن إن أعطينا حصّتك من اللّحم لأختك؟"
قال إدريس بعد تفكير:
"لا أمانع. والآن هل أستطيع الذّهاب للّعب يا أمّي؟".
قالت الأم:
"بالطّبع يا عزيزي. لكن لا تتعدّ ميعاد نومك".
لعب إدريس في غرفته بينما كان الجميع يأكلون ويتسامرون في المطبخ.
كانت أصواتهم تصعد إليه من تارة إلى أخرى، لكنه لم يبال.
عندما دق جرس المنبه معلنا وقت النّوم، استلقى إدريس في سريره، ولاحظ أن الجميع قد خلد للنّوم.
حينها، تذكّر ما حدث في العشاء وقال لنفسه:
"أمي لم تغضب منّي. كنت أظنّ أنّها ستجبرني على الأكل. لكنّها لم تفعل. بل وحتى أنّها أعطت كرات اللّحم إلى أختي. وانتهى الأمر بهذه البساطة!".
وبقدرة قادر، ما إن تذكّر إدريس اللّحم المكّور، حتى أصدرت بطنه صوت عواء الجوع،
ووجد إدريس قدماه تُنْزِلانِه من السّرير، وتَتّجِهان به إلى المطبخ، وبالتّحديد: الثّلاّجة!
ها هو الآن يحضر كرسياً ويتلمس مقبض بابها ليفتحها وكأنها مغارة علي بابا.
بدأ إدريس بالبحث عن كنزه المفقود، مقاوماً ببسالةٍ وشجاعةٍ الهواء البارد المنبعث منها على أصابع قدميه.
أحسّ أنّه على وشك الوصول إلى هدفه عندما..
أنار أحدهم ضوء المطبخ!
يا إلهي!
إنّه أبي!
قال الأب وهو لا يصدّق ما يرى:
"إدريس! هل أنت من كان يصدر كلّ هذه الضّجة؟ حسبتها قطّة الجيران مجددّا. لكن مالذي تفعله هنا؟".
قال إدريس بارتباك:
"لست أنا. بل هي قدماي!".
قال الأب:
"قدماك أم بطنك؟ هل أنت جائع؟"
أدرك إدريس أن سمعته وجدّية قراره السّابق أمام المحفل العائلي الكريم في العشاء قد أصبحت على المحكّ؛ لقد أعلن أنه لن يأكل حتّى نهار الغد.
ولهذا أجاب والده بسرعة:
"لا. لست جائعا يا أبي".
فحمله أباه موجّهاً كلامه إلى الأقدام الشقيّة:
"إذن. هيا إلى النّوم أيّته القدمان؛ فكما سمعتما، إدريس لا يريد البحث عن بقايا العشاء اللّذيذ الذي فاته. مطلقا! إياكما أن تزعجانه مجددا. اخلدا للنّوم".
قررّ إدريس عدم محاولة الكرّة. ونام حتى يوم الغد.
رنّ جرس منبّه الصّباح الخاصّ بأمّي.
بالعادة يقوم إدريس بدفن نفسه عميقا في السّرير، مستمتعا بآخر دقيقتين قبل مجيء إمّه لإيقاظه.
لكن ليس اليوم.
كان أول الجالسين على طاولة الإفطار، حتى أن أمه استغربت من نشاطه الغير مسبوق.
شرب إدريس كأسين من الحليب بدل الواحد، وأكل بيضتين بدل الواحدة، زاد عليهما علبة زبادي كاملة.
فعل كل ذلك من غير أن ينطق بكلمة.
بعد أن انتهى وانتفخت معدته قال أخيرا:
"الحمد لله. كان الإفطار لذيذاً".
ثم سأل أمّه:
"متى موعد الغداء؟".
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتبة: رحيمة سهيلي يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: رحيمة سهيلي وقصص الأطفال وقصص اليافعين.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم النشر من قبل كاتبة القصة: أ. رحيمة سهيلي.
-------------------------------------