من قصص الأطفال:
قصة: كيف ضاعت أحلام عصام
للكاتبة: زينة سبانو
من قصص الأطفال - قصة: كيف ضاعت أحلام عصام؟ - للكاتبة: زينة سبانو - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
دخل عصام إلى كهفه السري، أفرغ حقيبته وأخذ يتأمل الأشياء التي سرقها اليوم.
عقد ذهبي لطفلة.
كيس نقودٍ ممتلئ.
قال عصام:
كان الرزق اليوم كثيراً، ويجب أن يكون غداً أكثر، وإذا استمر الحال على هذا المنوال سأجني الكثير من الأموال. سيصبح لدي قصر كبير بحديقة جميلة وزوجة وأطفال كثر.
خطرت على باله فكرة:
"ولماذا لا أسرق متجر أبي ذهب لبيع الذهب، ستكون ضربة موفقة تعجل لي تحقيق أحلامي، لكن متى؟"، سأل نفسه.
غداّ يوم عطلة وسيكون أبي ذهب يغط في سبات عميق لوقت متأخر.
غمره الفرح ونهض وركض نحو مدخل الكهف المطل على وادٍ سحيق وتحيط به الجبال.
أحاط فمه بيديه وصرخ:
غداً يوم تحقيق الأحلام، غدا سأسبح بين الفضة والذهب.
لكن تهادى إلى سمعه عبارة كعبارته تماما:
غداً يوم تحقيق الأحلام غدا سأسبح بين الفضة والذهب.
يا إلهي!! اصفر وجهه، ورجفت أطرافه؛ فلا أحد يأتي إلى هنا غيره.
واعتقد أنّ هناك شخصاً يلاحقه، تأمّل يمنةَ ثم تأمّل يسرةً فلم يجد أحداً، لم يستطع أن يهدأ!
حمل على حصانه كل ما خزّنه من مسروقات، ومضى كالبرق بين الجبال، وعندما وصل إلى المخبأ الجديد قرّر أن يتأكد من أن صاحب الصوت لم يلحق به؛ فقال بصوت عال:
أنا وحيد بين الجبال.
لكن الكلام عاد إليه مجددا:
أنا وحيد بين الجبال.
تملكه الذعر مرة أخرى؛ فاستلّ سيفه وقال:
هيّا أيها الجبان إن كنت تريدني أن أهرب لتسرقني فأنت مخطئ، هيا أظهر نفسك.
لكن الكلام عاد إليه مجددا، وطبعا لم يظهر أحد!
فكر عصام مجددا:
يبدو انه يريد أن يربكني ليسبقني ويسرق "أبا ذهب" قبلي.
صرخ متحدياً:
سأسرق متجر "أبا ذهب" قبلك.
فعادت له الجملة:
سأسرق متجر "أبا ذهب" قبلك.
أسرع عصام وخبّأ متاعه في أحد الكهوف ثم سد مدخله بصخرة ضخمة، وامتطى حصانه ومضى نحو المدينة.
وصل إلى المتجر ودخله، وركض حتى وقف بجوار "أبي الذهب" صاحب الكرش الكبير وقال له:
إن هناك لصاً يريد سرقة ذهبك.
قال أبو ذهب:
هل تمزح؟ ومن يجرؤ على سرقتي؟
قال عصام:
لا أمزح وإن شئت دللتك على مكانه.
قال أبو ذهب:
حسناُ لكن إن كنت كاذباً فسأدع عقابك لرئيس الحراس.
امتطى أبو ذهبٍ حصانه بصعوبة بسبب كرشه، ومضى خلف عصام بعد أن اصطحب معه قائد الحرس قهار صاحب الصوت الثخين الذي شددّ الحراسة في المدينة.
وعندما وصلوا، قال لهم عصام هذا هو المكان.
بعد بحث طويل لم يجد قهار أحداً.
غضب وقال:
ألم تجد أحداً تتسلى به غيرنا.
قال عصام:
لا أنا لا أتسلى هناك شخص هنا، يلحق بي منذ أمس.
قال أبو الذهب:
وماذا كنت تفعل أمس في هذا المكان المخيف؟
تلعثم عصام، ثم قال:
ليس مهماً ماكنت أفعل المهم انني سمعته في الوقت المناسب، اسمع بنفسك إنه يخيفنا بصوته دون أن يظهر نفسه.
صرخ عصام:
أظهر نفسك أيها الجبان.
فعاد إليه الصوت مجددا بنفس العبارة.
لمعت عينا قهار.
قال قهار:
الآن جاء دوري.
ثم صرخ بصوته الأجش:
أنا قهار رئيس الحراس.
وماهي إلا ثوان.
حتى أجاب صوتٌ يشبه صوت قهار تماماً:
أنا قهار رئيس الحراس.
صرخ مجددا:
سأقبض عليك أيها اللص.
فعاد إليه صوته الأجش بنفس العبارة.
فهم عصام ما يحدث وأن الصوت الذي كان يسمعه لم يكن إلا صوته عاد إليه كما عاد صوت قهار.
حبس أنفاسه وعاد بضع خطوات الى الوراء وحاول الهرب، لكن بإشارة من قهار أحاط الحراس بعصام.
قال له قهار:
أيها الجاهل أوقعت نفسك بنفسك.
قبض حراس قهار على عصام وساقوه إلى الزنزانة وصادروا المسروقات وأعادوها إلى أصحابها.
وعصام الآن يمضي أيامه في السجن يضرب كفا بكف ويقول:
صدى صوتي أضاع أحلامي
صدى صوتي أضاع أيامي.
|
---------------------------------------------
الكاتبة: زينة سبانو
فيس بوك: زينة سبانو
إيميل: tellmenicestory@gmail.com
---------------------------------------------