من قصص الأطفال:
قصة: حلم أبي
تأليف: أسيل شديد
يحلم أبي أن يمتلك مزرعة، صغيرة كانت أو كبيرة لا يهمّ، المهمّ أن يكون فيها شجر وبيت صغير.
كان يقول : "إنّ الأرض تجمع العائلة وتقوّيها".
في أحد الأيّام، كنّا نجلس في الصّالة، فدخل والدي ومعه صكّ ملكيّة أرض صغيرة، ثمّ أخبرنا أنّه سيأخذنا في الغد لرؤيتها.
كم فرحت تلك اللّيلة، لم أنم وأنا أتخيّل الشّجر الأخضر الكبير، وأخطّط لنشعل النّار ونجلس حولها نشوي بعض "المارشملّو".
في الصّباح ركبنا السّيّارة، وفي الطّريق غنّينا أنا وإخوتي، كنت أراقب من النّافذة وأنتظر أن نصل إلى بوّابة المزرعة.
لكنّ أبي أوقف سيّارته عند أرض خالية، فيها بعض العشب، تساءلت:
- "ماذا نفعل هنا؟"
- "هذه أرضنا يا سند" أجاب أبي.
- "وأين المزرعة؟"
- "سنعمل معا لنحوّلها لمزرعة".
أصابتني خيبة أمل كبيرة، وأنا الذي كنت أنتظر أن ألعب وألهو بين الشّجر! كما أنّ الزّراعة ليست من هواياتي المفضّلة. صار أبي يأخذنا معه لنقرّر أين نزرع؟ وماذا نزرع؟ في البداية حاولت التّهرّب، لكنّ والدي أخبرني أن أجرّب العمل وبعدها أقرّر إن كان مفيدا أم لا؟
بمرور الوقت صرت صديقا لأبي نحمل شتلات الزّرع سويّا، ونذهب معا للمحلاّت الخاصّة بالفلاحة لنحصل على أجود البذور. زرعنا معا شجر التّفّاح والدّرّاق والمشمش واللّيمون. فنحن ننسى إحضار اللّيمون دائما لنعصره فوق السّلطة!!
|
سمعت أبي يقول أنّ الزّرع في هذه الفترة سيحتاج للعناية. ومع الوقت سيخضرّ ويثمر. ومع مرور الزّمن صرت أحبّ الزّراعة وأجيدها.
في أحد الأيّام رنّ هاتف أبي وسمعته يقول : "سأحجز تذكرة اللّيلة!"
أخبرني أنّه سيسافر لأنّ هناك بعض الأعمال عليه القيام بها شخصيّا. ولأنّه كان مشغول البال لم أسأله عن الزّرع ومن سيعتني به في غيابه.
نمت تلك اللّيلة وأنا أفكّر : "هل سيعطش الزّرع عندما يسافر أبي؟ ماذا أفعل لأمنع ذلك؟".
سافر أبي. أخبرت أمّي برغبتي بالذّهاب إلى المزرعة، فأجابت :
"سيّارتي صغيرة، والطّريق وعر وبعيد، لا نستطيع الذّهاب يا عزيزي".
وقفت أتأمّل شجر الحديقة من نافذة غرفتي، وأفكّر هل أطلب من أصحاب المزارع التي حولنا أن يهتمّوا بالزّرع؟ كان ذلك ممكنا لو أنّني أمتلك رقم هاتف أحدهم. بعدها خطر ببالي فكرة، طلبت من أمّي أن نتّصل بعمّي ونخبره عن سفر والدي. بعد أوّل رنّة أجاب عمّي فسألته :
"مرحبا يا عمّي، كيف حالك؟ لقد سافر أبي البارحة وأنا أريد الذّهاب للمزرعة لأسقي الزّرع، ما رأيك أن ترافقني؟"
عمّي : "أنا موافق، أمرّ بك وقت العصر".
|
اِلتزم عمّي بوعده لي، وصرنا نسقي الزّرع معا، ونرتّب شؤون المزرعة سويّا. وعندما ننتهي نشعل النّار، ونجلس حولها قليلا، ثمّ نعود للمنزل.
كنت حريصا أن أعتني بالمزرعة باستمرار حتّى لا يضيع تعب أبي، وأيضا أريده أن يفاجأ عند عودته بأنّ أمور المزرعة بأحسن حال.
عاد أبي من السّفر، كنت متحمّسا لأريه أنّني اِهتممت بكلّ شيء. رافقته للاطمئنان على المزرعة، لاحظ أبي أنّ كلّ شيء بخير والزّرع ينمو بشكل جيّد ولونه أخضر. ففرح كثيرا. وقال لي : "أنت سند بحقّ، لأنّك تحمّلت المسؤوليّة في غيابي"
|
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتبة: أسيل شديد يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: أسيل شديد وقصص الأطفال وقصص اليافعين.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. أسيل شديد.
-------------------------------------