من قصص الأطفال:
قصة: جيل المستقبل
بقلم: وائل احساين - المغرب
طفل وكاتب مبدع بعمر: 14 سنة
|
فتاة موهوبة، ورسّامة بارعة، كما أنّها صانعة ألعاب يدويّة مسليّة للأطفال، من هي يا ترى؟
إنّها غادة. تدرس غادة بالصفّ الخامس ابتدائي في مدرسة عموميّة بقرب منزلها، فتاة ذات ذكاء باهر، تلميذة خلوقة ونجيبة، تعيش مع أسرتها الصّغيرة في المهجر، و بالضّبط بمدينة باريس مدينة الأنوار، لكنّها تعاني من إعاقة حركيّة برجلها، و رغم إعاقتها تدرس بجدّ واجتهاد لذا كانت محبوبة عند أساتذتها، لكنّها مذمومة بين صديقاتها، و دائما ما تتعرّض للإهانة من طرفهنّ.
لم تبالي غادة بهنّ و كانت تردّد: "هذا لن يمنعني من دراستي وبناء مستقبلي".
|
ذات يوم أقيمت مسابقة دوليّة في نسختها الأولى، فقامت رئيسة المبادرة بتوزيع إعلانات المسابقة لكلّ من يرغب بالمشاركة، أصبحت الإعلانات على حوائط كلّ المدارس. ترشّح الملايين من المتسابقين، وغادة كانت من التّلامذة المشاركين على صعيد مؤسّستها.
فازت بالتّصفيات الأولى ثمّ الثّانية، مُجتهدة لتصل إلى التّصفيات الوطنية و بعدها إلى التّصفيات الدّولية. هكذا قدّمت عملها الفنيّ للجنة التّحكيم للتّقييم وقدّم الآخرون أعمالهم كذلك.
|
حان وقت إعلان النّتائج والّذي سيتأهل فيه مشارك أو مشاركة واحدة فقط، قال المقدّم باستعمال مكبّر الصوت: "المشارك أو المشاركة الفائزة هو أو هي... غادة من باريس".
اندهشت غادة وكادت تطير من الفرحة، وهكذا تأهّلت أخيرا إلى التّصفيات الدّولية الّتي ستقام في أمريكا. الكلّ افتخر بها من أساتذتها وعائلتها. شغلت أمّها التّلفاز فإذا بها تلقى التّحدي قد بدأ بين عدّة أطفال من دول مختلفة، دور غادة هو الخامس، بينما الآخرون يقدّمون أعمالهم، بدأت باستحضار جانبها الدّيني بقراءة آيات من الذّكر الحكيم.
حان دورها وشرعت في رسم لوحتها في المدّة المحدّدة مسبقا من طرف اللّجنة. انتهت بسرعة صفّقت لجنة التّحكيم و الجمهور بحرارة كبيرة للعمل المبهر.
|
وها هو الوقت الحاسم قد حان ستعلن النّتائج بعد لحظات، قال المقدّم:"الفائز أو الفائزة في هذه المسابقة هي أو هو..."
صمت رهيب سكن المكان، ثمّ صاح المقدّم مجدّدا وفي يده لائحة الرّابحين متحمّسا:
"الفائز أو الفائزة في هذه المسابقة هي أو هو... الطّفلة غادة من فرنسا".
تعالت الصّيحات وانهمرت الدّموع من عيني غادة فرحة وهي تقول:
"الحمد لله".
أمّا بالنّسبة لعائلتها، صلّت الأم ركعتين حمدا لله. تتويجا لها في هذه المسابقة استلمت غادة درعها الذّهبيّ وميداليّتها، وعندما عادت لوطنها استقبلها الكلّ بحفاوة وبباقات الورد، وألبسوها إكليلا من الزّهور.
|
كان وزير الثّقافة ينتظرها بالمدرسة رفقة المدير و أساتذتها ليسلّمها وسام الاستحقاق الذّهبيّ على نجاحها و جدّيتها ومثابرتها حتّى صارت فخرا لمدرستها.
هكذا حقّقت غادة حلمها وصارت قدوة لصديقاتها اللّواتي صرن يهنّئنها على إعاقتها، وبطموحها وعبارتها العامرة بالأمل:
"رغم كل الصّعاب الّتي ستواجهني، لن يمنعني شيء من تحقيق مرادي". حقّقت هدفها المنشود.
|
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتب: وائل احساين يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: وائل احساين وقصص الأطفال وقصص اليافعين.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم النشر بطلب من كاتب القصة، الطفل المبدع: وائل احساين.
---------------------------------------------