من قصص الأطفال:
قصة: الصّياد الصغير
تأليف: مليكة ديكر
تدقيق: د. علياء الدّاية
من قصص الأطفال- قصة: الصّياد الصغير - تأليف: مليكة ديكر - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
في إحدى القرى الصغيرة القريبة من البحر، كان يعيش السّيد سعيد صياد السّمك البشوش، الرّجل الطّيب الّذي يحبه الجميع، لكرمه وعطائه، كان يملك القليل لكن يؤثر على نفسه ويقدم ما لديه من أكل وحاجات لمن هو أشد حاجة منه، كل يوم يهدي لجيرانه من صيده النصف ويأخذ النصف له ولأطفاله.
صفوان ابنه الأكبر، طفل حنون، كان يلاحظ تعب أبيه وصبره الطويل لكي يصطاد سمكة أو اثنتين، فعشق صيد السمك بجنون، يساعد والده في العطل المدرسية، ويقول له دائماً:
- أبي، أتمنى أن أكبر بسرعة لكي أساعدك على أعباء الحياة.
يبتسم والده ويقول له:
- أنت رجل البيت المستقبلي يا بني، وأنت أملي في هذه الدنيا.
من قصص الأطفال - قصة: الصّياد الصغير - تأليف: مليكة ديكر - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
مرض السيد سعيد مرضاً ألزمه الفراش لعدة شهور، فقرر الطفل الصغير ذو العشر سنوات أن ينوب عن والده في العمل ويتحمل مسؤولية إعالة الأسرة الصغيرة إلى أن يستعيد الأب عافيته، خاصة أن الفترة التي مرض فيها الأب، فترة العطلة المدرسية.
استيقظ صفوان باكراً وكله حماس، فهو كما يقول تعلم الصنعة من أبيه، تناول فطوره بسرعة ورافق جاره السيد عمر الصياد للبحر.
في كل مرة يلقي الصياد الصغير الصنارة، يخيب أمله، مرت ساعات طوال، أحس الطفل بالملل من فشل كل المحاولات، ورغم ذلك لم ييأس، يتذكر دائما كلام والده حين يقول له: ''الصيد يا ولدي يحتاج إلى الصبر والنفس الطويل، اصبر وستحصل على مرادك".
وأخيراً ابتسم له الحظ بعد طول انتظار، أحس صفوان ببعض الخوف حين رأى الصنارة تهتز هزاً، بدأ يجر بكل قوته وجاره الصّياد يشجعه، وأخيراً استطاع أن يخرج السمكة من الماء، كانت ثقيلةً وكبيرةً للغاية .
في غُضون ساعة واحدة امتلأت سلّته بالكامل. فرح الصّياد الصّغير بصيده الوفير، ورجع إلى البيت سعيداً ومسروراً.
من قصص الأطفال - قصة: الصّياد الصغير - تأليف: مليكة ديكر - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
ابتسم له والده وسأله:
- ماذا سنفعل بكل هذا السمك، إنه كثير ويفيض عن حاجتنا اليومية.
- سأبيعه في السوق يا أبي. أجاب صفوان.
تناولت والدته السلة، واختارت سمكة كبيرة لكي تحضر طعام الغداء.
وقالت:
- تكفينا هذه السمكة إنها كبيرة جداً.
وقبل أن يخرج صفوان من باب البيت، ليبيع السمك في السوق، قال له والده:
- ألم تنس شيئا يا ولدي؟
نظر صفوان حوله، لكنه لا يتذكر أنه نسي شيئاً.
- لا يا أبي، لم أنس شيئاً.
خرج صفوان، والتقى مع جاره الشيخ سليمان، فسأله عن صحة والده، وقال له:
- والدك رجل طيب وكريم، أتمنى له دوام الصحة والعافية، لم ينسني يوماً وأنا الفقير الذي لا يقوى على العمل، دائما يقدم لي نصيبي من السمك، حتى وإن اصطاد سمكة واحدة يقدم لي قطعة صغيرة تكفيني لعشائي.
تذكر صفوان ما كان والده ينبهه له بسؤاله: "ألم تنس شيئاً؟"، لقد نسي ما كان يفعله والده مع جيرانه الفقراء، فمر عليهم واحداً واحداً و قدم لهم سمكاً شهياً وطازجاً، ويقول لهم:"أبي بعث لكم هذا السمك"، فيشكرونه مبتسمين، ويدعون له ولوالده بالصحة والفلاح.
من قصص الأطفال - قصة: الصّياد الصغير - تأليف: مليكة ديكر - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
عاش صفوان على خطى والده يحب الفقراء، ويساعدهم، حتى بعد أن كبر وأصبح يملك سفينتين كبيرتين للصيد، كان كل مساء يحمل سلة مليئة بأشهى الأسماك، ويمر ببيوت الفقراء ويهديهم سمكة أو اثنتين ويقول لهم:
- أبي بعث لكم بهذا السمك.
رغم أن والده مات منذ أن كان صغيراً، لكنه لم ينس ما علّمه من حب الخير والعطاء.
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتبة: مليكة ديكر يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: مليكة ديكر وقصص الأطفال وقصص اليافعين.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. مليكة ديكر.
-------------------------------------