من مقالات تربية الطفل:
مقال عن: حقوق الطفل
للكاتب: أيمن دراوشة
تدقيق: د. علياء الداية
من مقالات تربية الطفل - حقوق الطفل - للكاتب: أيمن دراوشة- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
لا شكَّ أنّ مسؤولية العناية بالأَطفال تقع على الوالدين بشكل رئيس، غير أنّ الدول المتقدمة لا تكتفي بذلك، إذ تقدّم الحكومة العون لهما حتى يستطيعا تربية وتنشئة أَطفالهم لينموا بعيدًا عن الأَمراض، فهناك مُؤَسسات رعاية صحية للأُم حتى قبل الولادة تحتوي على ممرضات واستشاريين وتقدم هذه الخدمات مجانًا؛ لأَنَّ هذا من حقوق الطفل الأَساسية. وتنتشر مراكز صحة الأَطفال بكثرة في الدول التي تحترم حق الطفولة في حياة طبيعية وكريمة، فتقديم الرعاية الصحية المجانية والاستشارات يُؤَدِّي إلى نمو الطفل نموًّا طبيعيًا، وتستمر الرعاية الصحية المجانية في المدارس إِذْ يتم الفحص الدوري للطلاب والطالبات إعطاؤهم الطعوم المختلفة لوقايتهم من الأَمراض.
|
وَتحرِّم القوانين الغربية ممارسة العنف ضد الأَطفال، وتنص القوانين على حق الطفل في الرعاية والشعور بالأَمان والحصول على تربية حسنة، فَيُمنع استعمال العنف ضد الأَطفال حتى من قبل والديهم، فالقوانين الغربية تُجرِّم من يُمارس العنف الجسدي أَو النفسي ضد الطفل.
والرؤْية الحديثة لتربية الأَطفال أَصبحت أَكثر ديمقراطية، فالغاية في النهاية تعليم الأطفال كيف يفكرون ويبدعون، وزراعة ثقتهم بأَنفسهم وقدرتهم على حل المشكلات وتحمل المسؤولية.
وعندما يقع الأَطفال في خطر أَو يبدؤون بإِحداث المشاكل يجد الوالدان في الغرب مركز الخدمات الاجتماعية حيث يقدِّم للوالدين يد العون والمساعدة ليحصل الطفل على فرصة حياة جيدة، وهذه المراكز الاجتماعية لديها الخبراء القادرون على حل مختلف أَنواع المشاكل التي تنشأُ بين أفراد العائلة، كحالات الشجار المتكررة، أو حالات تعرض الأَطفال للعنف، أَو في حال كون الأَطفال عدوانيين.
هناك الكثير من الأُمور التي تؤثر على نمو الطفل العقلي والمعرفي مثل التنشئة الاجتماعية وطريقة التربية، وتلعب البيئة دورًا غنيًا في تشكيل المفاهيم والمعارف لدى الطفل سواء البيئة الحاضنة للطفل أو المدرسة والمؤسسات الأخرى، وفي الغرب نجد اهتمامًا عظيمًا بهذه الأمور؛ لأنهم يعرفون جيِّدًا أنَّ هؤلاء الأطفال هم من سيصنعون المستقبل ويحملون مجتمعهم إلى السمو والرقي والتطور الذي تفتقده دول العالم الثالث.
من مقالات تربية الطفل - حقوق الطفل - للكاتب: أيمن دراوشة- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
في الغرب يجد الطفل الفرص كي ينمو صحيًّا، ويتعلم وفق أَحدث الطرق ليكون قادرًا على مواجهة المستقبل، لذا يتم تهيئة الفرص له كالتعلم عن طريق اللعب والدراما مثلًا، مما يدفعه إلى حبِّ التعلم.
فالتعليم بالغرب قائم على دفع الطفل ليفكر ويتحمل المسؤولية بالمشاركة مع زملائِه.
تشتغل المجتمعات الغربية على تنشئة الأَطفال وتقدم لهم كل دعم ممكن، فلها دور في الكشف عن الأطفال الموهوبين وإعدادهم منذ الصغر، ومدِّهم بالخبرات اللازمة، كما تعمل المجتمعات الغربية على إِعداد البرامج التي قد تكون في مدارس خاصة بالموهوبين لتساعدهم على تنمية ميولهم ومهاراتهم الحياتية مما يتيح لهم الفرصة لتطوير مواهبهم والتقدم إلى الغد بثقة واقتدار، كما أَنَّ هذه المجتمعات تقدِّم يدَ المساعدة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتعنتي بهم أيما اعتناء بحيث يكونون قادرين على إِدارة شؤونهم دون مساعدة أَحد، بل إِنَّ الكثيرين منهم حققوا إنجازات عَجِزَ الأَصحَّاء عن الإِتيان بها.
من مقالات تربية الطفل - حقوق الطفل - للكاتب: أيمن دراوشة- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
بينما عندنا لا اهتمام بالمواهب التي تذوي حتى قبل أَن تبدأَ، ونرى أَنَّ الكثير من المعلمين ليسوا مؤهلين للتعامل مع الأَطفال أصحاب المواهب...لذا لا بُدَّ من تمكين المعلمين من خلال الدورات والنشاطات كي يستطيعوا اكتشاف أَصحاب المواهب والعناية بهم، رغم إنَّه في مجتمعاتنا حتى بعد أَنْ يبدعَ شخص فإِنَّ المجتمع يبقى لا حول ولا قوة فتهاجر العقول بحثًا عن العلم والحياة الكريمة. ونرى الكثير من المؤسسات الغربية مع الأَسف توجد في بلداننا العربية وتستطيع اكتشاف المواهب فتأْخذها وهي ما زالت صغيرة إِلى الغرب لنسمعَ عنها بعد حين وعن إنجازاتها!
أَمَّا بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة فَحدِّث ولا حرج، فلا مدارس ملائمة تعلمُهم، ولا مراكز صحية تُعالجهم، ولا كوادر مُؤَهلة تستطيع اكتشاف مواطن القوة والضعف لديهم، ويبقى الاعتماد الرئيس على الوالدين اللذين قد يعجزان عن ذلك بسبب كلفة الاعتناء بهم صحيَّا وكذلك تعليمهم الذي يحتاج إلى إمكانيات باهظة لا يستطيع الأبوان توفيرها.
من مقالات تربية الطفل - حقوق الطفل - للكاتب: أيمن دراوشة- موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
وعندما يفكر المهندسون في الغرب في بناء مدرسة أَو حديقة فإِنَّهم يفكرون بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، فيبنون المرافق بحيث تلائم الجميع، بعكس ما عندنا حيث كلِّ شيء عشوائي وبلا تخطيط.
ولا يُفاجأ الإنسان العربي عندما ترفض بعض المدارس استقبال طفله من ذوي الاحتياجات الخاصة بحجة أَنَّه يحتاج إِلى الكثير من الجهد، ولعمري إِنْ رُفض طالبٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل مدرسة، فهذا قد يؤدي إلى ضجة كبيرة واستقالات مسؤُولين في الدول التي تحترم نفسها.
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتب: أيمن دراوشة يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: أيمن دراوشة وقصص الأطفال وقصص اليافعين.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم نشر المقال بطلب من صاحبه: أ. أيمن دراوشة.
-------------------------------------