من مسرح الطفل:
مسرحية: لنفكر في الأجيال القادمة
للكاتبة: سعيدة فرحات - المغرب
الصورة بريشة التلميذة: مريم الزورو. من مسرح الطفل - مسرحية: لنفكر في الأجيال القادمة - للكاتبة: سعيدة فرحات - المغرب - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
المشهد الأول:
مجموعة من الأطفال بدون شعر يلعبون حول أكوام من النفايات، دخان هنا وأرض قاحلة هناك، وقربهم مجموعة من الشيوخ يتحدثون:
الصورة بريشة الرسام: محمد برعوز. من مسرح الطفل - مسرحية: لنفكر في الأجيال القادمة - للكاتبة: سعيدة فرحات - المغرب - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
- أحمد: هل تتذكرون يا أصدقائي أيام الأرض الجميلة؟
- علي: وكيف لنا أن ننسى الربيع الأخضر، وزقزقة العصافير، وخرير المياه....
- كريم: يا لتلك الأيام و جمالها! كنت أجد الماء متى أحسست بالعطش..
- أحمد: الماء... آه ... الماء أصبح أغلى أمنياتنا، رمز غنانا، سبب حروبنا.
- كريم: تتذكرون صنبور الماء، النهر الجاري، البحر ذو الأمواج.
- علي: يا ويحنا كل ذلك أصبح في خبر كان.
- كريم: كلما تذكرت ذلك الماضي الزاهي بألوانه: خضرة الطبيعة وزرقة السماء وقوس قزح الا وتعصر قلبي ألما وشفقة على أبنائي. يا ليتنا لم نضيعها (ثم أجهش بالبكاء).
- يقترب منه أحد الأطفال:
- عبد الحكيم: ماذا ضيعتم يا أبي؟.
- مجموعة الرجال: لا شيء يا بني خذ كرتك والعب مع أقرانك.
- علي موبخا كريم : كدت تفضح سرنا يا هذا، أطفالنا لا علم لهم بما كان وما حدث للأرض من تغير، لو عرفوا الحقيقة لكرهونا.
المشهد الثاني:
مجموعة الأطفال مستمرة باللعب، يعود اليهم صديقهم عبد الحكيم حاملا الكرة و عليه آثار الصدمة:
عبد الحكيم: يا أصحابي لقد سمعت الآباء يتحدثون عن زمن كانت فيه الأرض خضراء و الماء متوفر.
الأطفال بصوت واحد: الأرض خضراء؟؟!!، الماء متوفر ؟؟!!.
- ماجد: إنّك تحلم يا صديقي (يضحك بصوت عال).
- ياسر: ألا ترى حالنا منذ ولدنا على هذه الأرض: الأشجار سمعنا عنها ولم نرها، أما البحر فاسم على ألسنتنا ولا صورة له في أذهاننا.
- ماجد: سمعت أيضا عن مخلوقات تسمى: الأسماك، وقد قال والدي أنها حيوانات كانت تعيش في الماء.
- ياسر: وهل كان الماء متوفرا ومجموعا، أحاول تخيل ذلك لكن لا أستطيع، الماء اليوم عملة نادرة جدا، كأس الماء لكل فرد في اليوم توزعه الدولة و بنوك الماء توشك أن تعلن افلاسها.
- علي: درسنا اليوم في حصة التاريخ أن أجدادنا كانوا يتعاملون بقطع معدنية وأخرى ورقية كانت تسمى: نقودا، وكذا الذهب والذي كان معدنا نفيسا ذا قيمة مالية، أما اليوم فان الماء أصبح عملتنا الوحيدة ومن عنده ماء هو أغنى الناس.
- ماجد: منذ مدة وأنا أحاول تخيل الحياة في الماضي ولكن لا أصل إلى نتيجة، كان الماء وكانت الأشجار والأنهار فما الذي غير وجه الأرض؟.
- ياسر: ربما هجمات فضائية.
- علي : فلنقم بتحرياتنا فهذه الأسئلة منذ مدة وهي تحيرنا دون أن نجد لها جوابا.
أخذ الثلاثة عصى وكتبوا بها على الأرض القاحلة: من دمر أمنا الأرض؟.
المشهد الثالث:
منظر جبل أجرد لا شجرة فيه ولا نبات ولا حيوان، يعلو الغبار، ويتقدم الأطفال الثلاث وقد وضعوا على أفواههم وأنوفهم كمامات تقيهم الروائح الكريهة والأتربة.
يتقدمون بخطى واثقة كالأبطال ووسط الخشبة تجلس عجوز تنبش بيديها الأرض وتغني بصوت أشبه بالنحيب:
أبكيك يا أرض ومالي أمل.
مضى الذين فيك قد عبثوا
حولوا جنانك قفرا وما خجلوا
لا الماء عاد يكفي ولا يروينا المطر
أبكيك يا أمنا ومن ذا يعتبر
يتحلق الأطفال حول العجوز في دائرة ويقلدون حركتها في نبش الأرض.
عبد الحكيم: أخبرينا الحقيقة يا خالة.
ياسر: نكاد نجن، نرى الخراب ونعيش العطش، فهل هذه هي الأرض؟
علي: لماذا يلقبونها بالكوكب الأزرق؟ نحن لا نرى سوى لون التراب.
العجوز: اقتربوا مني واسمعوا سر أمكم الأرض:
يقترب الأطفال من العجوز أكثر وتتحدث إليهم همسا وهي تلتفت برأسها كي تتأكد أن لا أحد من الكبار يسمعها:
فلنعد الى بداية الخلق: خلق الله تعالى الأرض جنة خضراء، وهيأ فيها للإنسان سبل العيش: ماء كثيرا يكفي لإيجاد الحياة، أنواعا مختلفة من الفواكه والخضر والبقوليات، والأعشاب العطرية والطبية مختلفة الأشكال والألوان والنكهات والأذواق، بعضها يبني الجسم والآخر يداويه وبعضها يعطيه الطاقة وبعضها يزيل عطشه في الصيف... كانت للماء دورة، وللحيوانات سلسلة غذائية، وكانت حياة الأرض تسير في نظام متكامل، وعلاقات دقيقة.
ياسر: كل هذا جميل يا خالة ومنطقي ويقبله العقل، اذا أتخيل أن مخلوقات فضائية عاثت في الأرض فسادا.
علي: بل لعله مذنب من السماء أحرق كل ما على الأرض.
يعلو صوت الأطفال وكل واحد منهم يحاول إثبات فكرته.
تضرب العجوز بعصاها الأرض فيعلو التراب ويسكت الجميع.
انتبهوا يا أطفالي إلى هذه الآية:
"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)" سورة الروم
تفسير هذه الآية وهو سر ما حدث للأرض، فقد عرفت البشرية تقدما علميا عظيما ولكن للأسف كان على حساب الطبيعة الأم: قطعت الأشجار، ضيعت المياه دون حساب، لوثت البحار وأطلقت المصانع دخانها السام في الهواء، ارتقعت درجة حرارة الأرض، ذاب جليد القطبين، تضرر كل شيء.
الأطفال في حالة صدمة جديدة يدورون حول أنفسهم كالحمقى وكل واحد منهم ممسك رأسه بين يديه.
المشهد الرابع:
الآباء في مجلسهم يتابعون حديثهم في أسى، زوبعة رملية والأتربة تغطي الجميع، تنقشع قليلا فيظهر الأطفال في شبه مظاهرة حاملين لافتة مكتوب عليها باللون الأحمر:
لو فكرتم فينا لما خربتم الأرض مكان عيشنا.
الملصق من إنجاز التلميذة: ندى بوزاويت من مسرح الطفل - مسرحية: لنفكر في الأجيال القادمة - للكاتبة: سعيدة فرحات - المغرب - موقع (كيدزوون | Kidzooon) |
---------------------------------------------
للمزيد من قصص وأعمال الكاتبة: سعيدة فرحات يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: سعيدة فرحات وقصص الأطفال وقصص اليافعين ومسرح الطفل.
---------------------------------------------لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.
---------------------------------------------تم النشر بطلب من كاتبة المسرحية: أ. سعيدة فرحات.
-------------------------------------