من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح

القائمة الرئيسية

الصفحات

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح

من قصص اليافعين:

قصة: قلبان بدون وطن

 للكاتبة: نجاة شباح

تدقيق: مالك الشويخ

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)


ندفات الثلج تتساقط بغزارة معلنة عن شتاء شديد.

 البرودة تنزل كحبات اللؤلؤ ناصعة البياض الأطفال هنا وهناك يلعبون بندفاته بعد أن يجمعوها ويشكلوا منها كرات يرمونها على بعضهم البعض لا تسمع إلا صرخاتهم وصخبهم لقد تزامن سقوطه مع نهاية الأسبوع لهذا فهم لا يفوتون الفرصة للاستمتاع به حتى الكبار شاركوهم اللعب من منا لا يحب الثلج إنه نعمة تنزل من السماء.

 لكن كامي وفراس لم يستهوهما اللعب به فقد قست عليهما الظروف وحرمتهم حتى من الإحساس والمرح الطفولي.
 فكامي طفل لاجئ من النيجر بينما فراس طفل لاجئ من سوريا كلاهما تقريبا من نفس العمر ينظران إلى الأطفال من بعيد وهم يلعبون مع ابائهم وإخوتهم وأصدقائهم بينما هما حرما من نعمة الوطن ومن حب الوالدين لآنهما فقداهما أثناء عبورهما الحدود لأن الحرب كانت تجري رحاها في بلديهما.

 البرد يقطع جسديهما والثياب التي يرتديانها لا تقهما من برودة الطقس القاسي.
 كامي مخاطبا فراس: لا تبق هكذا يا صديقي جامدا كالصخرة إن لم نذهب لنجمع قليلا من المال سيقتلنا الجوع فهؤلاء الأطفال لديهم اباؤهم يجلبون لهم ما يشتهونه لكن أنا وأنت ليس لدينا أحد.

 فراس واضعا رأسه بين ركبتيه كان يبكي لا يستطيع أن يتحمل مواجهة هذه الحياة لوحده فهو ما زال صغيرا كي يتحمل البحث عن لقمة العيش وأقرانه يدرسون وهو طريد الشوارع هنا.

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

كامي: ارفع رأسك يا صديقي لا تبك إن قست علينا الحياة فعلينا أن نكافح فدموعك لا تطعمنا خبزا.

لا يستطيع فراس التحرك فالبرد يشل أطرافه لأنهما يبيتان في العراء.

 نزع كامي سترة كان يحتمي بها جسده الصغير وغطى بها صديقه فراس ثم أخده من يده وانتحوا جانبا.

سأجلب لك بعض الحطب لأشعل النار لكي تتدفأ لم يجد سوى أغصان صغيرة جمعها وأشعل بالولاعة التي معه نارا دفأ بها صديقه فالثلج كان يغطي المكان ودرجة الحرارة منخفضة جدا.

كامي : دفئ جسدك يا صديقي حتى أذهب لأجمع بعض النقود لكي نشتري ما نأكله ابق هنا لا تغادر المكان.

 لم يرد كامي أن يظهر لصديقه بأنه هو الآخر يشعر بألم شديد حبس دموعه لكي لا يضعف أمام صديقه وتركه وأخذت دموعه تنهمر من عينيه شلالات من الأحزان والشقاء يحملها هذان الطفلان الصغيران.

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

- يجب أن يكون أحدنا قويا وإلا هلكنا.

 أخذ كامي يجوب طرقات المدينة المغطاة بفراش أبيض من الثلج وفرائسه ترتعد فهو لا يرتدي سترة تقيه برودة الطقس، بعض الأطفال يتحاشونه لسواد لونه عندما يمر أمامهم أو بجانبهم مخافة أن ينقل لهم الأمراض هذا ما أخبرهم به ذويهم. 

لم يكن كامي تهمه نظرات الاحتقار المنبعثة من عيون هؤلاء الأطفال ما يهمه هو إيجاد ما يأكله هو وصديقه فراس.

 كانت امرأة عجوز مارة بالطريق عائدة إلى منزلها في يدها سلة مملوءة بالمشتريات التي اقتنتها من السوق، رأت ذلك الطفل الأسود وهو يمشي في هذا الثلج وحبات الثلج تتساقط وقد غطت كامل جسده حتى أخفت معالم وجهه.

 تركت المرأة العجوز سلتها وأسرعت إليه تمسح ندفات الثلج من على وجهه وكامل جسده فاتضحت بشرته إنه طفل أسود! 

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

رق قلب المرأة العجوز لحاله: في هذا الطقس وأنت لا ترتدي ملابس تحميك يا صغيري؟ تعال معي إلى بيتي؛ فأنا أعيش بين جدرانه وحيدة لا زوج ولا أولاد؛ كلهم سافروا إلى المهجر.

 حملت سلتها وأدخلت كامي وضعته قرب المدفأة.

_سأخرج وأعود فورا، لن أتأخر.

 ذهبت إلى محل لبيع الملابس المخصصة للأطفال، اشترت له ملابس شتوية وأحذية، وعادت إلى البيت، وجدت كامي قرب المدفأة كما تركته.

المرأة العجوز: هيا قم يا صغيري وغير ملابسك.

 قام كامي من فوره وغير ملابسه لأنها كانت مبتلة.

المرأة العجوز : من أين أتيت يا صغيري؟

 لقد أصبح كامي يحسن الحديث باللغة العربية؛ من طول وجوده، ومن معاشرته لصديقه فراس السوري الأصل مع بعض اللكنة.

كامي: أدعى كامي يا جدة وأنا من النيجر.

 المرأة العجوز: فقدت والديك أليس كذلك؟

 كامي : نعم يا جدتي.

 المرأة العجوز: لماذا خرجت في هذا الطقس وماذا كنت تفعل؟ 

كامي: لعلي أجد بعض المحسنين يتصدقون علي ببعض المال لأشتري به ما نأكله أنا وصديقي فراس فقد تركته وهو يرتعد من البرد.

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)


 المرأة العجوز: معك صديق آخر! هل هو من النيجر مثلك؟

 كامي: لا يا جدة هو من سوريا.

لم تستطع حبس دموعها وضمته إلى صدرها.

المرأة العجوز: سوف نذهب إليه حالا ونجلبه معنا.

 أخذ كامي المرأة العجوز معه ليريها مكان صديقه فراس، وصلا هناك؛ لم يتحرك فراس من مكانه كما أوصاه صديقه كامي؛ كان جالسا ولا أثر للنار لأن الثلج أطفأها.

 أخدت المرأة العجوز تزيل عنه الثلج المتراكم على جسده الصغير ورجعوا جميعا إلى المنزل.

 المرأة العجوز: ستقضيان الشتاء عندي تؤنسان وحدتي حتى أجد لكما من يتكفل بأطفال مثلكما فهنا عندنا ملاجئ كثيرة لا يجب أن تبقيا في الشارع اتفقنا.

 كانت الملابس التي اشترتها لهما المرأة العجوز كافية لأن يلبس منها فراس هو الآخر.

 أحس كامي وفراس بحبها؛ فقد كانت تعاملهما كأنهما ولديها؛ لا تحرمهما من شيء يشتهيانه؛ اشترت لهما اللعب كغيرهما من الأطفال، وتأخذهما معها أثناء خروجها للتسوق؛ فقد أصبح كامي وفراس جزءا منها.

 ذات يوم خرجت العجوز كعادتها وتركتهما وحدهما في المنزل، لم تأخذهما معها كما عودتهما.

 فراس: ما أطيب هذه الجدة تعلقت بها!

 كامي: وأنا كذلك يا فراس لكن هي تعرض نفسها للخطر من أجلنا فإن علمت الشرطة بذلك فلن تتوانى على انتزاعنا منها هذا هذا ما أخبرتنا به الجدة ذات مرة.

 فراس: ونعود كما كنا نتجول في الشوارع ونبيت في العراء؛ لقد أصبحت لي بمثابة وطني وأهلي.

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)

 كامي: لكن عندما تأخذنا إلى الملجأ سنكون بعيدين عن الخطر وعن التعرض للأذى ووعدتنا أنها ستقوم بزيارتنا كلما سنحت لها الفرصة.

 فراس: لقد تأخرت الجدة اليوم كثيرا.

 كامي: لا تقلق عليها؛ ما تلبث أن تأتي.

 فتحت المرأة العجوز الباب، وكان برفقتها امرأتان.

المرأة العجوز: مساء الخير يا صغيري تأخرت عليكما اليوم لكنني عدت لأقدم لكما هاتين المرأتين الطيبتين، هذه تدعى ماري، وزميلتها سوزان، إنهما تعملان في الملجأ.

كامي: هل جاءتا لأخذنا؟ 

المرأة العجوز: أنا لم أرد التخلي عنكما لكن القوانين لا تسمح يا ولدي، وسآتي لزيارتكما كل نهاية أسبوع؛ فلي الحق بذلك.

من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
من قصص اليافعين - قصة: قلبان بدون وطن - للكاتبة: نجاة شباح - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
---------------------------------------------

للمزيد من قصص وأعمال الكاتبة: نجاة شباح يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: نجاة شباح وقصص الأطفال وقصص اليافعين.

---------------------------------------------

لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.

---------------------------------------------

تم النشر بطلب من كاتبة القصة: أ. نجاة شباح.

-------------------------------------

نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.


نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.