من المراجعات والمقالات النقدية - كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال - كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) - دراسة ذرائعية - بقلم: ساهرة رشيد

القائمة الرئيسية

الصفحات

من المراجعات والمقالات النقدية - كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال - كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) - دراسة ذرائعية - بقلم: ساهرة رشيد

 من المراجعات والمقالات النقدية:

(دراسات نقدية في أدب الأطفال)

من المراجعات والمقالات النقدية - كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال - كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) - دراسة ذرائعية - بقلم: ساهرة رشيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
 من المراجعات والمقالات النقدية - كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال - كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) - دراسة ذرائعية - بقلم: ساهرة رشيد موقع (كيدزوون | Kidzooon)

كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال – كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) – دراسة ذرائعية، تأليف الناقدة الجزائرية الدكتورة عقيلة مراجي وتقديم الدكتورة عبير يحيى (سوريا) و تقديم الأستاذ عبد الرحمن الصوفي (المغرب).

بقلم: ساهرة رشيد - وزارة الثقافة - بغداد

من المراجعات والمقالات النقدية - كتاب (حضور القيم في قصص الأطفال - كتابات جاسم محمد صالح أنموذجًا) - دراسة ذرائعية - بقلم: ساهرة رشيد - موقع (كيدزوون | Kidzooon)
ساهرة رشيد

تدقيق لغوي: د. علياء الداية

كتاب نقدي جديد يضاف إلى مكتبة الطفل تناول جهد الأديب العربي المعروف جاسم محمد صالح، الذي عُدّ واحداً من أهم أدباء الطفل في الوطن العربي من حيث غزارة إنتاجه وعمق كتاباته، والروح الفنية والتربوية والإنسانية التي طغت على كل كتاباته للأطفال (قصة، رواية، مسرحية) والدليل العلمي على صحة ما نقول أن العشرات من الشهادات العليا الجامعية كتبت عنه في مختلف أنحاء العالم (أذربيجان، الأردن، إيران، تركيا، الجزائر، سوريا، لبنان، ماليزيا، مصر)، إضافة إلى الجامعات العراقية المختلفة، وحاضر الأديب جاسم محمد صالح في كثير من المحافل العلمية والأدبية في كثير من دول العالم حيث ترجمت كتبه ومؤلفاته إلى لغات كثيرة من أهمها: (الإنكليزية، التركية، الفارسية، الكردية، النرويجية، الهولندية، اليابانية، … إلخ).

إن هذا الكتاب حفل بمقدمة كتبتها الدكتورة عبير يحيى تناولت فيها مفهوم الذرائعية وتعريفها، وأكدت بأن الذرائعية أصبحت لغة رسمية لأدب رسالي إيجابي الاتجاه يحمل بين طياته الفضيلة والحكمة والموعظة والأخلاق الحسنة والمثل العليا التي حملتها الرؤية الذرائعية-المقدمة ص8)، وكان تقديم الناقد المغربي (عبد الرحمن الصوفي) تأكيداً لمقدمة الناقدة السورية عبير يحيى في أهمية وتميز إبداع الكاتب جاسم محمد صالح، حيث تناول منها أهمية أدب الأطفال، وإن الناقدة (عقيلة مراجي) أحسنت اختيار موضوع دراستها النقدية وإنها تميزت ببعد نظرتها حينما اختارت نظرية نقدية لما بعد الحداثة، والمقصود بها النظرية الذرائعية –المقدمة ص11) وقد أكد الناقد المغربي مرة ثانية في مقدمته على نجاح الأديب جاسم محمد صالح "حين تحسس ضمير النشء من خلال الالتصاق الدائم بالأطفال تفكيراً وإحساساً، المقدمة ص12"، وجاء ت مقدمة الناقدة عقيلة مراجي مؤكدة على حضور القيم الإنسانية المختلفة في أدب الطفل. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية هذه الدراسة التي تقوم على البحث في وظيفة القسم وجمالية حضورها في القصة – المقدمة ص14.

حيث تضمن هذا الكتاب تمهيداً وستة فصول وخاتمة إضافة إلى الفهرس وقائمة بالمصادر والمراجع وسير الناقد والأديب، حيث تناولت في التمهيد عنصر التجنيس فتحدثت عن أدب الطفل والفئة التي يستهدفها مشيرة إلى خصائصه الفنية كما تحدثت عن بعض المبادئ التي انطلق منها المنهج الذرائعي في تلقية للنص الأدبي، إن هذا الكتاب بكل محتوياته عكس حقيقة واحدة * هي أن أديب الأطفال متمكن جداً من حيث اللغة والأسلوب والفكر والمعنى وأنه من خلال مؤلفاته تمكن من أن يثبت حضوره في عالم أدب الأطفال، مما أهله لأن يكون مرجعاً في الكتابات والدراسات الأكاديمية التي تناولته في مختلف أنحاء العالم لأنه بجهده وإبداعه تمكن من أن يقف بجدارة مع أشهر أدباء العالم المتميزين في أدب الأطفال، وهذا لم يأت اعتباطاً بل من خلال معرفته بأسلوب وفكرة الكتابة للأطفال من منظور تعمقه بالنظريات التربوية واطلاعه على التراث والموروث الحضاري للإنسانية جمعاء، وإن التاريخ سجل للأديب مواقف راقية ومميزة في حب القيم وغرسها في نفوس الأطفال، وهو يسجل لهذا الرجل كل ذلك من خلال مؤلفاته التي ناهزت الثمانين حيث وضع مساراً أخلاقياً وتربوياً في كل كتاباته، وهناك مسارات كثيرة ومحاور مختلفة في كتاباته تصلح لأن تكون مادة لدراسات تربوية ونفسية وأدبية يسلط الضوء فيها على قامة شامخة أغنت أدب الأطفال وقدمت له الشيء الكثير.

الزمان هو الفضاء الرحب الذي تتحرك فيه حكاية الأطفال، وهو الذي يعطي للحكاية عمقها لدى الطفل حتى تكون مقبولة لديه وحتى يكون قابلاً على التفاعل معها ومع مضمونها من باب القناعة والمعرفة والإدراك، وفي الأدب الموجه للكبار يكون الزمن نسبياً وذا مرونة وخيال وتحرك سريع ومفاجئ من خلال قطع الأحداث وعودتها إلى الماضي وكذلك الحال بالنسبة إلى المستقبل... لكن مفهوم الزمن في أدب الأطفال مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعقلية الطفل وقدرته التقبلية، وكذلك بمعرفته وتتبعه للأحداث وفي حالة وجود أي اختلاف عنده فإنه سرعان ما يترك القصة أو الحكاية، لأنه لا يستطيع متابعة أحداثها بشكل صحيح، فالزمن في تقسيمه المعروف هو الماضي الذي حدث وانقضى والحاضر الذي نعيش أحداثه والمستقبل (المضارع) الذي لم يأت إلى الآن.

حينما يرغب أديب الأطفال في أن يطرح قضية أو يعالج مسألة، فهو يعرف حقاً أنه يعيشها الآن فيصفها ويعالجها في الواقع الملموس وبإمكانه أن يذكر الطفل بما كانت عليه سابقاً.. ويترك الخيال للطفل ليعرف ما سيكون عليه مستقبلاً، فالحاضر ملموس والماضي في اطار التذكير، أما المستقبل فإنه يلمح اليه تلميحاً او يتركه مفتوحاً لمعرفته من خلال خيال الطفل الخلاق.

أثناء عرض الحكاية وتناولها يكون الحاضر هو الزمن المسيطر ووعاء الأحداث، وتكون الرؤيا مسلطة عليه ومن خلال هذه الرؤيا عليه أن يعود للماضي مذكراً وللمضارع منبهاً، ومن الخطأ بمكان أن يكون المضارع هو الوعاء والعودة إلى الحاضر والماضي رمزاَ وتذكيراً، فالطفل سريع الملل وسريع المتابعة ويجد نفسه متعباً في تحليل الأحداث الزمنية ومتابعتها وتحديد عوامل الربط، لأنه يحب أن يتعامل مع زمن الحكاية بشكل تسلسلي ومقبول، أحداث متتابعة ومقبولة، تسلسل مقنع ومقبول فتكون قريبة منه ومن تقبله... أديب الأطفال مهنته مدّ جسور التواصل مع الطفل حتى يوصل إليه ما يريد من أفكار وقيم ومفاهيم ومبادئ في مظلة الجمال والخيال والبهرجة اللغوية، عندها سيتقبل الطفل الموضوع ويتفاعل معه، وأروع أنواع القصص التي يحبها الأطفال هي تلك القصص التي تحدث في زمن واحد كأن يكون الماضي أو الحاضر، ويقرؤها الطفل ويفهم أحداثها من دون أن يتعب ذهنه وحتى الحكاية التي تحدث في الماضي وتنتهي أحداثها في الماضي من دون أن يكون لها وجود في الحاضر هي حكاية مقبولة لديه ومحببة، فهو يعيد معالجتها في ذهنه بعد أن يقرأها أو يسمعها على لسان الراوي محللاً أحداثها ووقائعها ومدلولاتها، فيستقي منها العبر والفائدة مستلهماً الشخصية وكيف تصرفت تجاه الأحداث في زمن مضى وانقضى، فعليه أن يهيئ نفسه لأي حدث مشابه، وهنا تكمن الفائدة المرجوة في القصة.

يشكل الخيال العلمي حالة متقدمة في أدب الطفل، حيث إنه وعلى الأعم والأغلب يوجه إلى الفئات الأكثر تقدماً من النواحي العمرية، وذلك لقدرة الطفل في تلك المهلة على التحليق مع الكاتب في معرفة وتذوق وتقبل النص الخيالي الذي يقدم إليه، ولا بد لنا من أن ننوه إلى أن أدب الطفل بمفهومه الحديث هو أدب جديد بصيغة وأفكاره وأساليبه الفنية ويكون أدب الخيال العلمي الموجه للأطفال أكثر حداثة منه، ولما كان أدباء الطفل أقل اقل من أدباء الكبار فإن أدباء الخيال العلمي يشكلون قلة بين أدباء الطفل، لهذا فإن النصوص الخيالية المقدمة للطفل قليلة جداً قياساً ببقية النصوص وهي في تناقص مستمر لعزوف كثير من الأدباء الذين يكتبون للطفل في هذا النوع من الأدب.

أدب الخيال العلمي هو ذلك الأدب الذي يتناول حالة علمية في مضمونه ويتفنن الكاتب في تقديم أو تناول تلك الحالة بأسلوب فني راق قريب من مخيلة الطفل ورؤاه وتفكيره، واضعاً في الحسبان إيصال فكرة المادة العلمية ومضمونها بأسلوب فني جميل كله جمال وخيال ورؤى، وأول ما يتبادر إلى الأذهان في مفهوم الخيال العلمي هو الفضاء والكوكب والسفن الفضائية وعالم المجرات البعيد لكن في الحقيقة هذه المحاور تشكل محوراً واحداً من محاور الخيال العلمي، فإضافة إلى ما ذكر فإن عالم البحار وباطن الأرض وجسم الإنسان بما فيه من أعضاء هي موضوعات تصلح لأن تكون ميداناً خصباً للخيال العلمي وغير ذلك من الميادين، وبإمكان أديب الأطفال الذكي أن يزاوج بين الأفكار العلمية ويدخلها في تداخل عميق لتحقيق الغاية المرجوة في التحليق بمخيلة الأطفال إلى عوالم أخرى لا تعد ولا تحصى، وحتى مفهوم الزمان والمكان فبإمكان أديب الأطفال أن يزاوج بينهما ويحدث انتقالات زمكانية في نصه الأدبية بغية تعميق وتفعيل الحدث الخيالي بمفهومه، وهنا يتحتم عليه أن يكون ذكياً جداً حــتى لا يجعل الطـفل يـتـيه في الحدث الزمكاني وبذاك تتلاشى الغاية المرجوة من تقديم النص وعدم القـدرة على إيصال ما هو مطلوب إليه.

بإمكان أديب الأطفال أن يستلهم من الأحداث والوقائع التاريخية ومن الحكايات الشعبية ومن الأحداث الواقعية، ويقوم بالاستفادة منها في بناء نص أدبي للأطفال مستلهماً الخيال العلمي إطاراً وأسلوباً للنص أو الحدث، بحيث يتمكن من خلق جو من الإقناع المقبول لدى الطفل، حيث المزاوجة بين الحقيقة والخيال وبين الأشخاص الواقعيين والأشخاص الافتراضيين، مما يدخل في النص كأبطال فاعلين أو من الأحداث الواقعية والتاريخية المعروفة والشائعة، حيث يدفعها نحو تطويع الحدث في فضاء الخيال العلمي والمعرفي، وهنا يتحتم على الأديب أن يكون حذراً في بناء النص وفي تحريك شخوصه وفي إيصال الحدث إلى غايته، فالفشل في استخدام النص للشخوص بشكل سلبي يؤثر في تردي صورة ذلك الرمز والبطل المعروف ويقلل من قيمته، فلو تناول شخصية عنترة أو الزير سالم أو خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي أو حمزة البهلوان أو المثنى أو القعقاع، فإن الطفل يقع في حيرة بين رداءة النص والتعامل مع شخوصه، وبين المخيلة والذائقة الشعبية التي توارثتهما الأجيال، وهذا التذبذب في الرؤيا يسقط الرمز من المخيلة وكذا الحال بالنسبة إلى الحدث.

أما استعمال الأدوات ومصداقية مدلولاتها وقناعة العقل ومقبوليته لدى الأطفال فلها الأثر الكبير في نجاح النص، فلا يمكننا أن نجعل من عنترة بن شداد بطلاً يحارب أعداءه بالأسلحة الليزرية أو النيترونية، وكذلك لا يمكننا أن نقنع الطفل بأن الكائنات الفضائية تستعمل أسلحة بدائية في مواجهاتها وصداماتها، كأن يستعملوا السكين والمنجل والأسلحة البدائية المصنوعة من العظام، لأن هذا لا يتناسب مع تطورهم وقدراتهم العلمية الفذة التي تجعلهم يجرون في عالم المجرات بسفن فضائية فائقة السرعة.

إن نص الخيال العلمي نص يحتاج إلى كثير من الأمور منها:

  • أن يكون مقبولاً في صيرورة الحدث.
  • في مصداقية الزمان والمكان.
  • في الإقناع في الطرح وتسلسل الأحداث.
  • في الملاءمة بين الشخوص والأحداث (لغة، عرضاً، تناولاً).
  • التطابق بين صورة المعروف والواقع المقبول.
  • عدم الاختلاف في الطرح بين الغايات المتوارثة والمطروح واقعاً.

فلا يمكننا أبداً من حيث المثال أن نغير شخصية حاتم الطائي من كرمه المعروف عنه إلى شخص بخيل أو جبان أو رعديد لا غاية له سوى إيذاء الناس، وكذا الحال بالنسبة لشخصية شيبوب أو شخصية على الزيبق أو دليلة، لأن هذه الشخوص بنت لنفسها خيالاً معرفياً في أذهان الناس لا يمكن للأديب مهما امتلك من قدرة أن يغير بناء الشخصية وملامحها.
---------------------------------------------

للمزيد من أعمال الكاتبة: ساهرة رشيد، وللمزيد من المراجعات والمقالات النقدية يمكنكم الاطلاع على مواضيع الأقسام التالية: مراجعات قصص الأطفال ومقالات نقدية لقصص الأطفال.

لقراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب في موقع (كيدزوون | Kidzooon) بإمكانكم الضغط على اسم الكاتب أو القسم المناسب لكم، وذلك من القائمتين الجانبيتين المعنونتين باسم: الأقسام والفروع.

تم النشر بموافقة من كاتبة القراءة النقديةأ. ساهرة رشيد.

نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.


نعلمكم بتوقف النشر عبر هذه المدونّة، وذلك لانتقالنا بالكامل لموقع (كيدزوون | Kidzooon) لأدب وقصص الطفل واليافعين فضلًا يرجى متابعة جديد كيدزوون من خلال موقعنا الرسمي الجديد: www.kidzooon.com شكرًا لتفهمكم.